وضعتا أول لبنة لشراكة اقتصادية مثمرة ** أعربت الجزائروروسيا عن إرادتهما خلال سنة 2017 بتعزيز شراكتهما الاقتصادية خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الجزائر في شهر اكتوبر الماضي. وتوّجت هذه الزيارة التي جاءت لتجسيد أمل الدولتين الذي لطالما أعربتا عنه في عديد المرات في تعزيز بيان الشراكة الاستراتيجية الذي يربط البلدين منذ 2001. وتم في هذا الإطار التوقيع على خمس اتفاقيات تخص مجالات العدل والصحة والمحروقات والتكوين المهني والطاقة النووية المدنية فضلا عن مذكرة تفاهم في مجال الصناعات الصيدلانية تم التوقيع عليها من طرف الوزير الأول أحمد اويحيى ورئيس الوزراء الروسي ميدفيديف. وبغية توسيع الشراكة الثنائية عقدت اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقنيي اجتماعها الثامن شهر سبتمبر الماضي بالجزائر العاصمة. وأضاف السيد ميدفيديف يقول لقد رسمنا خطط التعاون في مجالات مثل الصناعة والنقل والإعمار والجيولوجيا والزراعة والصحة والعلوم والفضاء والتكنولوجيات المعلوماتية مؤكدا على استعداد بلده لتقديم الدعم لشركائنا الجزائريين الذين يعملون في الفترة الراهنة على تحويل بلادهم الى مركز الصناعة والطاقة في شمال إفريقيا . من جهته أبرز السيد أويحيى نجاح اللقاءات الثنائية بالنظر للاتفاقيات الموقعة بين الطرفين مشيرا إلى أن التنويع من حيث التعاون الاقتصادي سيسمح بخلق مناصب شغل وموارد إضافية. وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد أعلن عن زيارة مرتقبة سيقوم بها رجال أعمال جزائريين إلى روسيا بغرض دراسة فرص التعاون والشراكة مع مؤسسات روسية.
..رفع وتيرة الاستثمارات اقتناعا منهما بالإمكانيات المتاحة التي من شأنها تطوير الشراكة تعتزم الجزائروروسيا رفع وتيرة الاستثمارات المشتركة ومضاعفة المشاريع المختلطة في العديد من القطاعات كما لا يريدان أن تكون شراكتهما دون مستوى علاقاتهما المثالية. وكانت روسيا قد شاركت في الطبعة ال50 من المعرض الدولي للجزائر العاصمة في شهر ماي الفارط كضيف شرف بوفد يضم 50 مؤسسة. وشارك الوفد الروسي الذي يرأسه النائب وزير التجارة والصناعة ألكسندر موروزوف بحوالي 100 رجل أعمال. من جهته أكد السيد موروزوف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية في شهر جوان قائلا: ينبغي علينا اليوم التفكير في مشاريع صناعية ملموسة وذات تكنولوجيا عالية في اتجاه ترقية الشراكة الثنائية في مجال الاستثمار. وترى الحكومتان الجزائرية والروسية انه من الضروري زيادة تنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية ما بين البلدين . وكشف أنه في مجال صناعة السكك الحديدية اعربت ثلاث شركات عن استعدادها للاستثمار بالجزائر من خلال شراكات طويلة المدى. وتتمثل هذه الشركات في اورالغونزافود و باو ان-بي-كا او-في-كا و زاو ترانسماكهولدينغ . وأوضح أن هذه الشركات مهتمة بإنجاز مشاريع مع شركاء جزائريين من خلال مصانع مشتركة لتجميع العتاد المتحرك وخلق مراكز خدمات في قطاع السكك الحديدية . إضافة إلى هذا أبدت شركة باو كاماز الروسية -التي تعد حسبه أكبر منتج للسيارات الثقيلة بروسيا- استعدادها لوضع اقتراحات في مجال الشراكة في صناعة السيارات . أما في مجال البناء والتعمير اطلع المسؤولون الجزائريون خلال زيارة وزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمار لروسيا شهر نوفمبر المنصرم. و كان السيد طمار قد أمضى مع نظيره الروسي ميخائيل مان بموسكو على بروتوكول عمل جزائري-روسي وذلك عقب الاجتماع الأول لمجوعة عمل إطارات قطاع البلدين. وأكد السيد طمار الذي اطلع على الخبرة الروسية في هذا المجال عن طريق تفقده لمشروع التجديد الكبير في العاصمة الروسية موسكو أنه أجرينا تبادل أفكار واسعة حول خبراتنا وقمنا أيضا بتحديد برنامج عمل من شأنه أن يسمح لشركاء مختلف الهيئات بتنفيذ المشاريع المقررة باشتراك لسنة 2018 . وحسب السيد طمار فالأمر يتعلق بالاستفادة من الخبرة الروسية في هذا المشروع الضخم حيث سيتم إطلاق هذا النوع من المشاريع في الجزائر . وتمحور تبادل الأفكار والخبرات بين وفدي البلدين حول موضوع يهم الطرفين ألا وهو العمران لاسيما التهيئة العمرانية وترميم البنايات القديمة وتوسعة المدينة . كما تعرف الوفد الجزائري على الخبرة الروسية في مجال إطلاق وتسيير المشاريع وتقنيات البناء والوقاية من الكوارث الطبيعية لاسيما الزلازل علما أن البلدين واجها هذه الكارثة الطبيعية . وتأكدت الديناميكية التي تهدف إليها موسكووالجزائر خلال منتدى الأعمال الجزائري الروسي الذي انعقد في شهر سبتمبر الماضي حيث كانت هناك العديد من مشاريع الشراكة محل تفاوض بين متعاملين اقتصاديين جزائريين وروسيين واخرى في مرحلة جد متقدمة خاصة في مجال الصناعات الغذائية واللوجستيك والميكانيك. وصرحت مديرة غرفة التجارة والصناعة السيدة بهلول بالمناسبة هناك مشروع في مجال الميكانيك وبالضبط في تركيب الحافلات بالجزائر قيد الاستكمال بين متعامل جزائري ومؤسسة روسية مؤكدة أنه سيتم إعداد حوصلة عن مدى تقدم المفاوضات عقب انتهاء أشغال المنتدى من أجل معرفة ما تم إنجازه وما تبقى . ويعتبر هذا المنتدى الثالث في ظرف 18 شهرا وقد ترأسه وزير المالية عبد الرحمان راوية مناصفة مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.