أكدت الدكتورة عبلة الكحلاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن أسباب زيادة الطلاق والخلافات الزوجية دائما تؤدي إلى الخلل في معايير الزواج، وتوجهت بالنصح لكل شخص بأن يجعل الوازع ديني شرطا أساسيا في اختيار شريكة حياته حتى يرتاح مستقبلا. وأوضحت الداعية الإسلامية خلال حلقتها من برنامج »الدين والحياة« على قناة الحياة الفضائية أن هناك فتيات يبحثن عن المتعة في الزواج وإنجاب الأطفال فقط، لكنهن بعد ذلك يتفاجأن مع أزواجهن بالحياة وما فيها من صعوبات وعدم قدرتهن على التحمل. ورأت أن من أسباب الخلافات الزوجية هذه الأيام التلفزيون الذي يعرض نموذجاً للمرأة صارخة الجمال والأنوثة، والتي يصعب تواجدُها داخل البيوت العربية، فضلا عن أن المرأة تريد شابا مثل »مهند« الذي يوجد في المسلسلات التركية لذلك تزداد نسبة الطلاق في مجتمعاتنا. وأشارت الدكتورة الكحلاوي إلى أن من أسباب تزايد حالات الطلاق أيضا، هو قبول الفتاة بأول زوج يطلب يدَها مهما كانت مواصفاته خوفا من شبح العنوسة، وذلك دون أن تتأكد من خلقه أو دينه ثم تفاجئ بعد الزواج بشخص لا يطاق. وشددت الداعية الإسلامية على أن حل المشاكل الزوجية يجب أن يبدأ قبل الزواج، وذلك من خلال الاتفاق خلال فترة الخطوبة على »مربع السعادة الزوجية« وأنه عندما تحدث خلافات بينهما يجب الرجوع إليه وكذلك إلى كتاب الله سبحانه وتعالى. وأوضحت أن مربع السعادة الزوجية يعتمد على حسن معاملة الزوجين لبعضهما، والاتفاق على التصرفات المالية، وكذلك الاتفاق في العلاقة الخاصة بينهما، والاهتمام بتربية الأولاد. وأشارت الدكتورة الكحلاوي إلى أنه يجب الاتفاق بين الزوجين في الناحية المادية، وأنه طالما الزوجة تعمل فإنها تشترك في الإنفاق على المنزل، وتساعد زوجَها في هذا الأمر ولا تتنكر له. أما بالنسبة للأولاد، فقالت :»إنه يجب الاتفاق بين الزوجين على المدرسة المناسبة، وأن يكونا شركاء في تربية أولادهما، وبهذا يكون الزوجان واقفين على أرض صلبة«. ورأت الداعية الإسلامية أنه يجب على الزوجين اختيار عمل صالح يجمعهما مثل صلة الرحم وزيارة الأيتام والجمعيات الخيرية حتى يأخذان توقيعاً من الله سبحانه وتعالى أنهما من المقبولين عنده. وشددت على أن العلاقة الخاصة بين الزوجين يجب أن تكون قائمة على الاحترام والود والمحبة لن هناك شريكاً بينهم يتعلم منهما كل شيء وهو الابن والابنة، مشيرة إلى أن أولادهما يتعلمون منهما الصلاة، كما أن الأب إذا كان مدخنا فإن أبنه يتعلم منه هذه العادة السيئة. وأوضحت الدكتورة الكحلاوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: »إياكم وخضراء الدمن« أي المرأة الحسناء في منبت السوء، مشيرة إلى أنه يجب عدم التمثيل أثناء الخطوبة حتى يعرف كل واحد شخصية الأخر.