وزارة الصحة تغازلهم وتدعوهم للتعقل.. والحوار ** * وزارة الصحة: هذه أنجع وسيلة للوقاية من مضاعفات الأنفلونزا.. نظمت أمس الثلاثاء بوهران مسيرة من قبل الأطباء المقيمين من مختلف أنحاء الوطن بدعوة من المجموعة المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين الذين رفعوا مطالب ذات طابع اجتماعي ومهني وفي الوقت الذي تتصاعد فيه موجة غضب الأطباء تواصل الأنفلونزا قتل الجزائريين حيث توفي تسعة أشخاص بسبب مضاعفات الأنفلونزا الموسمية الحادة إلى غاية أمس الثلاثاء. عرفت الحركة الاحتجاجية التي شرع فيها هذا الصباح عن طريق تجمع داخل المركز الاستشفائي الجامعي لوهران تعبئة معظم الممارسين من هذه الفئة من الأطباء وذلك على المستوى الوطني مرفوقين بطلبة العلوم الطبية وأساتذة وأطباء خواص وفق ما صرح به ممثل هذه المجموعة المستقلة الدكتور عبد الرحمان إقبال. لقد سبق وأن تم إعلام الوصاية بمطالبنا يضيف ممثل المجموعة المستقلة مذكرا أن لها صلة بمراجعة الملف الخاص بالخدمة المدنية بالشكل الذي يضمن أحسن الخدمات لفائدة المرضى وتحسين الوضعية الاجتماعية للطبيب الممارس . وتتسع مطالب المجموعة لتشمل أيضا الخدمة العسكرية حيث تحث في هذا الجانب على ضرورة عدم حرمان الأطباء من الإعفاء الذي يستفيد منه المواطنون اعتبارا من سن معين . كما تطرق ذات المصدر أيضا إلى مطالب أخرى والتي تشمل تحسين ظروف التكوين ونظام أفضل لمصالح التحويل وتحديد حقوق وواجبات الطبيب المقيم فضلا عن إعادة الاعتبار للحق في استحداث مخابر من طرف أصحاب الشهادات في تخصصات البيولوجيا . كما ثمّن منظمو هذه الحركة الاحتجاجية الطابع السلمي و السير الحسن لهذه المسيرة التي عبرت مسار قدر بنحو 5 كلم ما بين المركز الاستشفائي الجامعي لوهران ومفترق الطرق لجسر أحمد زبانة تخللتها توقفات أمام مقرات هيئات عمومية مثل المديرية الولائية للصحة والسكان ومقر الولاية. نعم للخدمة المدنية لكن لا للإرغام و امنحوا لنا الوسائل للعمل إلى جانب احترام وكرامة وتضامن و المقيمون يستغيثون هي من بين الشعارات التي رفعها المحتجون. كما عرفت المسيرة حضور رئيس المجلس الجهوي لوهران لنقابة الأطباء الدكتور محمد الباشير بقادة وكذا أعضاء النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الاستشفائيين الجامعيين. يشار الى عدم تسجيل أي حادث خلال هذه الحركة الاحتجاجية. للتذكير نظمت مسيرة مماثلة الأحد الماضي بقسنطينة. وفي سياق ذي صلة خرج الأطباء المقيمون العاملون بالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة أمس الثلاثاء في مسيرة تندرج في إطار الإضراب الوطني المفتوح الذي دخلت فيه هذه الفئة من الأطباء منذ عدة أيام. وقد انطلقت مسيرة الأطباء المقيمين الذين انضم إليهم في وقفة تضامنية عدد من الأطباء المختصين الناشطين بالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة باتجاه كلية العلوم الطبية المتواجدة بمحاذاة مستشفى ابن رشد التابع للمركز الاسشفائي الجامعي وذلك على بعد 200 متر. ورفع الأطباء المحتجون طيلة هذه المسيرة شعارات تذكر بمطالب الأطباء المقيمين المتعلقة بالخدمة المدنية وظروف ممارسة مهنة الطب قبل أن يعودوا إلى مستشفى ابن رشد ليتجمعوا في وقفة احتجاجية ثم تفرقوا في هدوء. وزارة الصحة تغازل الأطباء أكد منسق لجنة الحوار والشركاء الاجتماعيين بوزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات سليم بلقسام أمس الثلاثاء أن الحوار يبقى مفتوحا ومتواصلا مع نقابة أعوان شبه الطبي من أجل إيجاد حلول مناسبة لمختلف المطالب التي رفعوها وشنوا لأجلها إضرابا عن العمل في مختلف المؤسسات الصحية منذ أمس الاثنين. وأوضح السيد بلقسام في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن وزارة الصحة أبدت استعدادها لإيجاد حلول للمطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة وهذا عن طريق الحوار المسؤول والبناء مذكرا في هذا الصدد بأنه تم الإعلان خلال اللقاء الذي جرى بين الوزارة الوصية والنقابة المعنية يوم الأحد الماضي عن تخصيص جلسة عمل لدراسة موضوع نظام ال.ام.دي (ليسانس-ماستر-دكتوراه) في أقرب الآجال لفائدة شبه الطبيين . وفيما يتعلق بالمطالبة بالحصص المخصصة للتعيينات في المناصب العليا قررت الوزارة -يضيف ذات المتحدث- إرسال تعليمة إلى كافة مدراء المؤسسات الصحية مفادها تمكين شبه الطبيين من الاستفادة من هذه المناصب بما في ذلك منصب المدير الفرعي للنشاطات شبه الطبية على مستوى المراكز الاستشفائية الجامعية . وعن ترقية الحوار الاجتماعي ذكر أنه سيتم إرسال تعليمة لكافة مدراء الصحة يتضمن عقد اجتماعات دورية يترأسها مدير الصحة مع مدراء مختلف المؤسسات الصحية وممثلين عن مكاتب الولاية للنقابات الناشطة في قطاع الصحة على المستوى الوطني مشيرا إلى أن وزارة الصحة ستقوم أيضا بتسوية المشاكل المحلية التي يواجهها أعوان شبه الطبي في بعض ولايات الوطن وفق المعلومات التي تصل إليها . وشدد السيد بلقسام في نفس الوقت على أهمية مواصلة الحوار البنّاء والمسؤول الى غاية إيجاد حلول مناسبة للمطالب التي تقدمت بها نقابة شبه الطبي . تسع وفيات بسبب مضاعفات الأنفلونزا الموسمية توفي تسعة أشخاص بسبب مضاعفات الأنفلونزا الموسمية الحادة إلى غاية أمس الثلاثاء حسب ما أفاده بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات استنادا إلى معلومات الشبكة الوطنية لمراقبة الأنفلونزا الموسمية. وأوضح نفس المصدر أن الأمر يتعلق بنساء حوامل وبأشخاص غالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة ولم تقم أي ضحية بالتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية مشيرا إلى انه منذ أكتوبر الماضي تم تسجيل 23 حالة معقدة للأنفلونزا الموسمية من بينها الوفيات التسع المذكورة . وذكّرت وزارة الصحة في بيانها أن أنجع وسيلة للوقاية من مضاعفات الأنفلونزا الموسمية وتعقيداتها هي التلقيح خاصة لدى النساء الحوامل والمسنين (65 سنة فما فوق) والأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن على اختلاف أعمارهم . وشددت الوزارة على أهمية التلقيح خاصة إذا ما علمنا أن الأنفلونزا الموسمية لم تصل بعد إلى ذروتها في الجزائر مؤكدة إلى أن اللقاح متوفر على مستوى المرافق الجوارية وفي الصيدليات مع تعويض من طرف الضمان الاجتماعي . واغتنمت الوزارة المناسبة للتذكير مرة أخرى بالاحتياطات التي يجب اتخاذها للتقليل أو الحد من انتشار الأنفلونزا من خلال الإكثار من غسل اليدين بالصابون السائل وهي وسيلة جادة لتجنب الإصابة بالإنفلونزا أو نقلها للآخرين واستخدام منديل ورقي ذي الاستعمال الوحيد عند السعال أو العطس ورميه في القمامة بعد استعماله مباشرة . وذكرت وزارة الصحة أنها أعادت تفعيل منظومة الإنذار والتكفل بالإصابات التنفسية الحادة في نوفمبر 2017 مشيرة إلى أن كل إجراءات اليقظة قد تم التذكير بها لمستخدمي الصحة .