وتيرة الاحتجاجات تتصاعد تونس.. تشتعل في عز الشتاء ! أعلنت وزارة الداخلية التونسية امس الأربعاء توقيف 206 أشخاص متورطين في عمليات سرقة ونهب بالتزامن مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام ضد غلاء الأسعار. وقال المتحدّث باسم وزارة الداخلية العميد خليفة الشيباني في تصريحات إعلامية صباح اليوم تم إيقاف 206 أشخاص متورطين في عمليات السرقة والنهب والسلب ليلا . ولفت الشيباني إلى أن 49 عنصر أمن أصيبوا في مدن متفرقة من البلاد إضافة إلى إلحاق الضرر ب 45 سيارة أمنية دون أن يحدد توقيت ذلك. وأشار أن ضابطاً في الحرس الوطني و8 عناصر أصيبوا خلال المواجهات إضافة إلى تضرر 12 سيارة أمن ومحاولة اقتحام مقر منطقة الحرس الوطني بالقصرين (وسط غرب) وتحطيم كاميراتي مراقبة. ولم تعلّق أية جهة حقوقية مستقلة على ما أورده متحدث وزارة الداخلية. ومساء الثلاثاء تجدّدت الاحتجاجات المندلعة منذ أيام ضد غلاء الأسعار في عدة مدن تونسية تخللتها مواجهات بين محتجين ووحدات الأمن. وانتشرت قبل ثلاثة أيام دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في البلاد احتجاجًا على غلاء الأسعار وقانون المالية الجديد وللمطالبة بتنمية المناطق الداخليّة . ومطلع العام الجديد شهدت الأسعار في تونس زيادات في العديد من القطاعات تفعيلًا للإجراءات التي تضمنتها موازنة 2018. وتعتبر الحكومة هذه الإجراءات مهمّة للحد من عجز الموازنة البالغ 6 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي في 2017. وطالت الزيادات أساسًا المحروقات وبطاقات شحن الهواتف والانترنيت والعطور ومواد التجميل. وشهدت ولاية بن عروس محاولات اقتحام لبعض المحلات التجارية. وأكد محافظ بن عروس عبد اللطيف الميساوي في تصريحات إعلامية أنه تم تأمين الحماية الأمنية للفضاء التجاري بالياسمينات والذي شهد محاولة اقتحام كما تم التصدي لبعض العمليات التخريبية مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع أصحاب المحال التجارية على تعزيز الحماية الذاتية والتنسيق مع الوحدات الأمنية تحسبا لأي طارئ . وأضاف المحافظ أن المطلوب من الجميع في مثل هذا الظرف المحافظة على المرافق العامة والخاصة ومعاضدة جهود الوحدات الأمنية والحفاظ على الأمن العام نافيا قيام المتظاهرين بنهب محلات تجارية في المنطقة . وقام عناصر الأمن بتفريق مجموعة من المتجمهرين في محافظة بنزرت شمال البلاد بعد محاولتهم إغلاق الطريق وسط المدينة. كما شهدت مدينة سيدي بوزيد وسط تونس مواجهات عنيفة بين المحتجين والقوات الأمنية الذين تعرّضوا إلى الرشق بالحجارة وردوا باستعمال مكثف للغاز المسيل للدموع وشهدت المدينة تعزيزات أمنية ووصول وحدات عسكرية لتأمين المنشآت العامة من محاولات اقتحامها. واضطرت قوات الجيش إلى التمركز قبالة المغارة العامة بقبلي جنوبتونس وإطلاق الرصاص في الهواء لمنع المحتجين من الاقتراب منها فيما اضطرت قوات الأمن إلى الانسحاب بعد أن عمدت مجموعة من المحتجين إلى رشقهم بزجاجات حارقة. وفي نابل شمال تونس تمركزت سيارات للجيش الوطني وسيارات للحرس الوطني والشرطة في محاولة لحفظ الأمن والحيلولة دون وصول المحتجين إلى وسط المدينة حيث مقر إقليم الأمن ومقر الولاية ومساحات تجارية كبرى. وانتشرت وحدات من الجيش الوطني في مدينة مكثر في الشمال الغربي لتأمين المؤسسات المالية والمنشآت العمومية والمؤسسات الأخرى بالإضافة إلى تمركز مكثف للوحدات الأمنية للتصدي لمحاولات السرقة والنهب. وفي مدينة الحمامات الشمالية قامت مجموعة من المحتجين على مستوى الطريق الحزامية بحرق عجلات مطاطية وتصدّى الأمن لمحاولات قطع الطريق وإشعال النار في حاويات فضلات بصفاقس وسط شرق تونس حيث خرجت مجموعة من الشبان في عدد من الأحياء الشعبية بحي الربض والحفارة وطريق المطار للشوارع. كذلك شهدت مدينة بوعرادة من ولاية سليانة شمال غرب تونس تصاعدا لوتيرة الاحتجاجات حيث حاول عدد من الشبان اقتحام فرع بنكي فيما تم غلق الطريق الرابط بين مدينتي بوعرادة وسليانة. وتسعى العناصر الأمنية إلى التدخل وتفريق المحتجين باستعمل الغاز المسيل للدموع.