قَالَ الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إن العالم وليبيا سيكونان أفضل بخروج العقيد الليبي معمر القذافي من السلطة, مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة حقَّقت الكثير من أهدافها في مهمَّتها بليبيا. جاء ذلك خلال كلمته مساء الاثنين أمام ضباط عسكريين في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن بعد عشرة أيام من إصداره الأمر بمشاركة الولاياتالمتحدة في ضربات جوية ضدّ ليبيا. وأضاف أن العمليات العسكريَّة استهدفت منع القذافي من قتل أبناء شعبه الذين يعارضون حكمه المستمرّ منذ 41 عامًا, مضيفًا أنه "يمكنني أن أعلن أننا أوقفنا التقدم الفتاك (لقوات) القذافي". وشدَّد على أن نطاق العمل العسكري الأمريكي في ليبيا سيظلُّ محدودًا, وذلك خلال سعيه للردّ على انتقادات بأنه يفتقر إلى أهداف واضحة واستراتيجيَّة جديرة بالثقة للخروج من الصراع. وقال أوباما: "سنحرم هذا النظام من الأسلحة وسنقطع إمداده بالأموال، وسنساعد المعارضة وسنعمل مع دول أخرى لتسريع اليوم الذي يترك فيه القذافي السلطة". وأضاف أن ذلك "قد لا يحدث بين عشية وضحاها" واعترف بأن القذافي ربما يكون بمقدوره التشبث بالسلطة, ومضى أوباما قائلا: "توسيع مهمتنا العسكريَّة لتشمل تغيير النظام سيكون خطأً". وأشار أوباما إلى أن القيادة ستنتقل يوم الأربعاء إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي اتفق على الاضطلاع بالمسئوليَّة الكاملة عن العمليات العسكريَّة في ليبيا منهيًا شكوكًا بشأن من سيتولى قيادة العمليات من القوات الأمريكيَّة. ومن المقرَّر أن يتولى حلف الأطلسي "ناتو" قيادة الضربات الجوية للبنية التحتيَّة العسكرية للقذافي وأيضًا فرض منطقة لحظر الطيران وحظر على السلاح إلى ليبيا. وفي سياق ذي صلة، انتقد مُشرّعون أمريكيون تفادِي الرئيس باراك أوباما الإشارة في خطابه حول العملية العسكرية في ليبيا، إلى تقدير كُلْفة هذه المهمة على دافع الضرائب الأمريكي، في وقتٍ تشير فيه تقديرات أولية إلى أنّ تكلفة الحملة قد تصل إلى مليار دولار. وقال النائب، بروس برالي: إنّ أوباما لم يتعرّض في كلمته للتكلفة العملية التي أطلقها التحالف منذ أسبوعين تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة حظر طيران وحماية المدنيين في ليبيا. وأضاف في بيانٍ أصدره عقب خطاب أوباما مساء الاثنين: "أنا قلق وكذلك الشعب الأمريكي، الليلة لم نَتلقَّ توضيحًا دقيقًا من الرئيس بشأن كم سيُكلّف نزاع ليبيا دافع الضرائب الأمريكي." وتابع: "نخوض حربين في العراق وأفغانستان، والأمريكيون جديرون بأن يعلموا كم سيكلفهم نزاعًا ثالثًا." ومنذ بدء عملية "فجر أوديسا" أطلقت الولاياتالمتحدة نحو مائتي صاروخ من طراز "توماهوك" وتصل تكلفة ذلك دون سواها ما بين 250 مليون إلى 300 مليون دولار. ويُقدّر مُختصّون أن كلفة تحليق طائرة حربية أمريكية تصل إلى نحو 10 آلاف دولار في الساعة، علمًا أن المقاتلات الأمريكية نفذت، ومنذ بدء الحملة العسكرية، قُرابة ألف طلعة جوية، استمرّ بعضها في التحليق لأكثر من خمس إلى ست ساعات. ويرجّح بعضهم أن الحملة العسكرية قد تكلف أمريكا مليار دولار، علمًا أن اندلاع النزاع المسلح إثر محاولة الزعيم الليبي قمع انتفاضة تطالب برحيله دفعت بأسعار النفط والمعادن النفيسة إلى الأعلى. وتشارك أمريكا ب19 طائرة حربية، بما في ذلك طائرات فيلق البحرية من طراز هارير، ومقاتلات الشبح بي 2 التابعة لسلاح الجو، وطائرات إف 15 وإف 16.