بلغ عدد مكاتب البريد التي تم غلقها عبر إقليم ولاية تيزي وزو، ما لا يقل عن 16 مركزا بريديا من أصل 162 مؤسسة مماثلة تحصيها الولاية، المكاتب البريدية التي طالتها عملية الغلق لم تأت بسبب ضعف الكثافة السكانية أو سوء الخدمات الموفرة على مستواها، إنما كانت نتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الأمنية على مستوى المناطق التي تمركزت بها المكاتب ال16، ومعظمها كائنة في المناطق النائية والمعزولة. هذه الأوضاع اتخذتها الجماعات الإرهابية والإجرامية الناشطة باسم الإرهاب ظروفا ملائمة لرفع نشاطاتها الاعتدائية والتخريبية، وآخر عملية سجلت بالاستيلاء على مركز البريد تلك التي طالت مركز بريد ياطافان الذي استهدفته جماعة إرهابية وقبله مكتب أسي يوسف ببوغني، هذا وتطلبت عمليات السطو على مكاتب البريد بالولاية اتخاذ القرار الرامي لغلق المراكز المستهدفة والتي تعرضت مرارا للسرقة والتخريب والاستيلاء على الأموال والعتاد المتواجد بها، فكان قرار الغلق كآخر حل من شأنه ضمان حماية المواطنين وحفاظا على المال العام بعدما تحولت هذه المؤسسات لأماكن مستهدفة على مدار السنة، بعدما صعب ضمان أمنها وأمن مرتاديها لانعدام مقر أو مركز لأحد أجهزة الأمن سواء الأمن الحضري أو الدرك الوطني، هذه الأخيرة التي من شأنها حماية المنشآت العمومية وضمان سلامة المواطنين، وأدت عملية غلق عدد المراكز المذكور إلى اكتظاظ المراكز الأخرى خاصة تلك الكائنة بالمدن والمناطق الكبرى نظرا لارتفاع عدد المقبلين عليها واستقبالها لزبائن المراكز العاطلة عن تقديم الخدمات، ما خلق نوعا من الفوضى والاكتظاظ، هذا الأخير الذي أصبح سمة تلازمها وباستمرار، ناهيك عن متاعب التوجه إليها، حيث يتكبد المواطنون عناء التنقل إليها على بعد عشرات الكيلومترات ما أرهق هؤلاء وجعلهم عرضة لعمليات السرقة على مستوى الطريق وعمليات الإغماء في طوابير الانتظار، ما دفعهم لاغتنام أي فرصة تتاح لهم، للمطالبة بتوفير الأمن وإعادة بعث الحياة في المكاتب المغلقة، لتخفيف معاناة مستعمليها، الأمر الذي لقي اهتمام السلطات تماشيا والمخططات الأمنية المختلفة الرامية لإعادة الأمن بالمناطق النائية، خاصة تلك التي غادرتها قوات الدرك الوطني على إثر أحداث الربيع الأسود، وكذا برنامج التغطية الأمنية الجوارية، هذه التغطية التي ستتوسع لتمس العديد أو كل بلديات الولاية جعلت السلطات تباشر أشغال التحضير لإعادة فتح 6 مراكز، حيث يتم حاليا إعادة ترميها وتوسيعها لتحسين مستوى الخدمات الموفرة بها قبل فتح أبوابها أمام المواطنين، في حين ينتظر انطلاق عملية ترميم المراكز البريدية ال10المتبقية على أن تفتح في المستقبل القريب.