ذكره لا يغيب عن أي مسلم هذا رسول الله وتلك شمائله.. فأين نحن منها؟! بقلم الشيخ محمد المختار المهدي إن ذكر محمد لا يمكن أن يغيب عن أي مسلم. سيظل على مدى العصور والأجيال قدوة ومثلا ورائدًا لنهضة الأمة. إنه يخاطبه في كل يوم على الأقل عشرين مرة في تشهده وهو يصلي قائلاً السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هكذا بالخطاب المباشر لا بصيغة الغَيْبة. وهو يردد اسمه الشريف في كل أذان وإقأمة. وهو يؤمن بأن الله جعل حبه فوق رغبات النفس البشرية بحيث لو تعارضت حياة المسلم مع ما يجب لنبيه من كرأمة كانت حياته رخيصة يقدمها دفاعا عنه بكل رضا وسعادة قال تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} الأحزاب 6 وقال صلوات الله وسلامه عليه لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين رواه البخاري. ولن يدرك المسلم لذة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما إنه السراج المنير الذي يكشف للمسلم طريق الخطر. ويدله على درب السلأمة والنجاة. وهذه مهمته {ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيراً} الأحزاب 45 وهو البينة التي لا حجة للبشر بعدها كما قال رب العزة {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة} البينة 1 3 . احترامه وإجلاله وتكريمه فريضة إلهية قال عز من قائل {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} النور 12 وقال {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} الحجرات 2 . وهو العزيز عليه وقوع الأمة في العنت والمشقة فقال تعالى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128) أما الانحراف عن منهجه يوقع في هذا العنت فقال تعالى {لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم} إنه يقف بالمرصاد لما يريده أعداؤكم فهم الذين يريدون لكم العنت. ومع كل هذه المكانة كان حريصا على التأكيد في كل تصرفاته وأقواله على أنه عبدالله وأنه بشر يوحي إليه فقال تعالى {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلى} بل كان أحب الأسماء إليه أن ينادي بعبد الله ورسوله. وكان ينهي أصحابه أن يمدحوه ويطروه حتى يظل في إطار البشرية. كان يقوم بمسؤولية العبودية لله متهجدا بالليل قائما حتى تتورم قدماه. ساجدا حتى تظن زوجته أنه قد قبض. قانتا خاشعاً متبتلاً. مسخرا كل لحظات حياته المباركة لانقاذ البشرية مما تعانيه من جفاف الروح وسوء الخلق وانحراف السلوك وفساد الذمم من هنا استحق وصف العبودية الخاصة بحيث إذا ذكر الله عبده في القرآن كان هو المقصود. ولنقرأ قوله تعالى {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} البقرة وقوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} الإسراء 1 وقوله {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} الكهف 1 . وقوله {فأوحى إلى عبده ما أوحى} النجم 10 . وقوله {أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه} الزمر وقوله {هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور} الحديد 9 . أما إذا ذكر غيره من الأنبياء فلابد من ذكر اسمه مع وصفه بالعبودية. قال تعالى {وأذكر عبدنا أيوب} ص 42 وقال {وأذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار} ص45 وقال ذكر رحمت ربك عبده زكريا مريم 2 وقال {وأذكر عبدنا داوود ذا الأيد انه أواب} ص17 وحينما كانت تهابه الصحابة يقول إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد رواه أبو داود.