ق· حنان رغم أن لحم الحصان، ليس من أنواع اللحوم الحمراء ذات الاستهلاك الواسع من قبل المواطنين الجزائريين، إلا أن هنالك من يقبلون على اقتنائه، مع سعره المرتفع نوعا ما مقارنة بأسعار بقية اللحوم الأخرى، إذ قد يصل إلى نحو 1200 دج أو أكثر أحيانا، ويكتفي كثيرون باقتناء كميات قليلة منه، حسب القدرة الشرائية واستطاعة كل منهم، وغالبا ما يوجه استهلاكه للحالات العلاجية فقط، ولا يكون استهلاكا عاديا لبقية الأطباق الأخرى، كلحم الغنم أو البقر مثلا، إذ أن أكثر من يستهلكوه هم من المرضى، فيما يتردد كثيرون أيضا بشأنه، لأنهم لا يدركون بصدق هل هو حلال أم حرام أم مكروه· ويعتقد بعض المواطنين أن لحم الحصان يفيد في العلاج من مرض فقر الدم، والربو أحيانا، وكثيرا ما يتم تقديمه للأطفال الذين يشتكون من هذه الأعراض، وحسب المختصين فإنه فبالنسبة للتركيب الكيماوي تعتبر لحوم الخيل أحسن من لحم الماعز، بالنظر إلى الكوليستيرول، فلحوم الخيل لا تحتوي على كوليستيرول إلا بكمية ضئيلة بالمقارنة مع اللحوم الأخرى· وتصل نسبة البروتينات في لحم الفرس إلى 13 في المائة، وهي نسبة تقارن تقريبا مع لحم البقر، ولحم الفرس يحتوي أيضا على حامض أميني يدعى الهيدروكسيبرولين، وهو حمض مهم جدا يوجد بنسبة مرتفعة تقدر ب 35.85 مكرومول في الغرام، وترتفع كذلك نسبة الحديد في لحم الفرس بالمقارنة مع اللحوم الأخرى حيث نجد 5 ملغرامات، وهو التركيز نفسه الذي نجده في العدس وهو أكثر من البقر· بالنسبة للكوليستيرول فنسبته تكون منخفضة جدا في لحم الفرس، ونسبته لا تتعدى 68 في المائة مقارنة مع لحم الماعز الذي يصل إلى 75 في المائة· فيما أن هناك مكونات أخرى سلبية في لحم الفرس وهي أعضاؤه الداخلية، التي تحتوي على بعض الأملاح الخطيرة ولحسن الحظ أنها لا تستهلك، ويؤكل اللحم بالدرجة الأولى، ولا يمكن أن نتكلم عن اللحوم دون ذكر الجراثيم، والجودة الصحية أو الجرثومية للحم الفرس جد متدنية بالمقارنة مع اللحوم الأخرى· لأن كتلته الجرثومية مرتفعة جدا مقارنة مع اللحوم الأخرى، وتحتوي على أنواع ممرضة مثل عائلة جرثومة حمى التايفويد التي يعتبر لحم الفرس خزانا لها بامتياز، وهذا راجع لعوامل كثيرة مثل تغذية الحصان وخصوصيته، فهو حيوان غير مجتر والحيوانات غير المجترة تكون لحومها غالبا ملوثة جدا مثل لحم الخنزير ولحم الطيور· يضم لحم الخيل جرثومة الليستيريا كذلك، إضافة إلى الدودة الحلزونية· ولحسن الحظ أن لحوم الخيل لا تصنع منها منتوجات، ولأن لحوم الجياد تطهى أو تشوى غالبا فإن نسبة كبيرة من جراثيمها تتلف، وهذا ما يمكن أن يطمئننا قليلا بشأنها، إذ أن مجرد طهي غير كامل للحم الفرس يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، وفي حالات كثيرة تقع تسممات وإسهالات بلحوم الفرس التي لا تظهر أعراضها إلا بعد مرور يوم أو يومين· أما من الناحية الشرعية، فإن أكل لحوم الخيل حلال عند الضرورة والسنة النبوية رخصت به في حالتي الحرب والجوع، فالاتفاق السائد هو أن لحم الفرس حلال لكنه يؤكل اضطرارا، أي أن من الأفضل عدم استهلاكه إذا لم يكن الإنسان مكرها على ذلك، والنصوص الدينية في هذا الصدد عبارة عن أحاديث نذكر منها حديث البخاري الذي يقول: نحرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه"، وفي حديث آخر نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمير ورخص في لحوم الخيل"، وروى النسائي: أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لحوم الخيل"· ويروي مسلم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمير الأهلية وأذن في لحوم الخيل"·