أدى تحقيق نشرته وكالة رويترز عن قتل أفراد من الروهينغا في ميانمار إلى مطالب من وزارة الخارجية الأميركية بإجراء تحقيق يحظى بالمصداقية فيما حدث من سفك للدماء وجدد الدعوات لإطلاق سراح صحفيين اعتقلا أثناء عملهما في التقرير. ويوضح التقرير الخاص الذي نشر أمس مسار الأحداث التي أدت إلى قتل عشرة رجال من الروهينغا من قرية إن دين في ولاية راخين ودفنهم في قبر جماعي بعد إن أجهز عليهم جيران من البوذيين وجنود في الجيش إما بالسكاكين أو بالرصاص. ووصفت الأممالمتحدة تفاصيل التحقيق بأنها مزعجة مشيرة إلى أنّ التقرير يظهر ضرورة إجراء تحقيق واف في أعمال العنف بولاية راخين. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة فرحان حق للصحافيين: نحن على دراية بهذا التقرير تفاصيله مزعجة للغاية بالنسبة لنا هذا دليل آخر على الحاجة لأن تجري السلطات تحقيقاً شاملاً ووافياً في كل أعمال العنف بولاية راخين وفي الهجمات على مختلف الطوائف هناك . إلى ذلك قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت: يسلط هذا التقرير مثل غيره من التقارير السابقة عن القبور الجماعية الضوء على الحاجة المستمرة والملحة لتعاون سلطات ميانمار في إجراء تحقيق مستقل يحظى بالمصداقية فيما تردد عن حدوث فظائع في شمال راخين . مشيرة إلى أنّ مثل هذا التحقيق سيسهم في تقديم صورة أكثر شمولية لما حدث ويوضح هويات الضحايا وهويات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان ويعزز الجهود لتحقيق العدالة والمحاسبة. واستمد التحقيق مادته من مقابلات مع بوذيين اعترفوا بإشعال النار في بيوت الروهينغا ودفن جثث وقتل مسلمين. كما يمثل هذا التقرير المرة الأولى التي تورط فيها شهادة بعض رجال الأمن جنوداً من الجيش وقوات من الشرطة شبه العسكرية في الأحداث. وقال الناطق باسم الحكومة زاو هتاي رداً على ما كشفت عنه رويترز من أدلة عن المذبحة: نحن لا ننكر الاتهامات عن وجود انتهاكات لحقوق الإنسان ونحن لا ننفي كل شيء جملة وتفصيلاً مضيفاً: كانت هناك أدلة أولية قوية وموثوقة عن حدوث انتهاكات فستقوم الحكومة بالتحقيق ثم إذا وجدنا أن الأدلة صحيحة والانتهاكات قد حدثت فسنتخذ الإجراءات الضرورية وفقاً لقوانيننا السارية . بدوره قالت عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال روزينا ألين خان لبرنامج نيوز نايت في هيئة الإذاعة البريطانية إن تقرير وكالة رويترز يتفق مع روايات قالت إنها سمعتها أثناء عملها طبيبة في مخيمات للاجئين الروهينغا في بنغلاديش العام الماضي. مردفة: لقد وقفنا نتفرج على عملية إبادة جماعية هذه الأدلة تمثل نقطة تحول لأننا وللمرة الأولى منذ بدأ ذلك يتكشف في أغسطس سمعنا من المرتكبين أنفسهم . ولفتت إلى أنّ الأمر يتطلب تحقيقاً دولياً وإحالة المسؤولين إلى المحكمة الجنائية الدولية. ورددت يانجي لي محققة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الإنسان في ميانمار والتي مُنعت من زيارة مناطق الروهينغا صدى تلك الدعوة وقالت في تغريدة: من الضروري سبر غور مذبحة إن دين من خلال تحقيق مستقل يحظى بالمصداقية . من جهته قال مقرر الأممالمتحدة الخاص لحرية الرأي والتعبير ديفيد كاي في تغريدة على تويتر : خلال إعداد هذا التقرير ألقت شرطة ميانمار القبض على اثنين من الصحفيين في رويترز ومازالا محتجزين ولا بد من إطلاق سراحهما .