تجدد القصف العنيف من قبل كتائب القذافي على مصراتة أهم معاقل الثوار في غرب ليبيا، في وقت تمركز فيه الثوار على مشارف البريقة شرقي البلاد بعد تغييرات في قيادتهم العسكرية. وأفاد السكان لرويترز بأن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب عدة أشخاص في ساعة مبكرة من صباح امس الأحد عندما أصيب مبنى في المدينة المحاصرة التي تبعد نحو 200 كلم إلى الشرق من طرابلس. وتواصل الكتائب الأمنية الموالية للقذافي هجماتها على مدينة مصراتة. وأظهرت صور واردة من هناك حرب شوارع عنيفة تدور في أحد أحياء المدينة بين قوات القذافي ومجموعات من الثوار المدافعين عنها. وقال المتحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير عبد الباسط بومزيريق للجزيرة إن كتائب القذافي تقصف أحياء ومنازل مصراتة بالدبابات، وهي تحاول اقتحام المدينة من أكثر من محور، كما تحاول الوصول إلى مقر إذاعة مصراتة الحرَّة لإسكاتها. وأشار بومزيريق إلى أن هناك أيضا محاولة اقتحام من منطقة الطريق القديم الموصل إلى المناطق الحيوية مثل مستودعات الغاز وغيرها، مؤكدا أن شباب الثورة تصدوا لهذه المحاولات وكبدوا كتائب القذافي خسائر كبيرة. وقال طبيب في المدينة لرويترز إن 160 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا في القتال الذي دار في مصراتة الأسبوع الماضي. في غضون ذلك بات الثوار الليبيون على مشارف البريقة من ناحية الشرق, بعدما كانوا قد دخلوا المدينة صباح أمس واشتبكوا مع كتائب القذافي. وقد اضطر الثوار إلى الانسحاب والمرابطة على الأطراف الشرقية للمدينة بعد معارك عنيفة. وقال مراسل وكالة أسوشيتدبرس إنه رأى سبع جثث لعناصر من كتائب القذافي وعشر شاحنات صغيرة محترقة على الطريق بين البريقة وأجدابيا. ويأتي هذا التطور بعد تغييرات أجراها المجلس الوطني الانتقالي على القيادة العسكرية للثوار، حيث أعلن عن تشكيل قيادة موحدة لهم تولاها وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس ليصبح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة في جيش التحرير الوطني. وجاء قرار المجلس في ظل مراجعة الوضع الميداني بعد تقدم كتائب القذافي إلى عدة مدن بشرقي ليبيا وبعدما سجل الثوار ارتباكا وتراجعا في صفوفهم ومصاعب في الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها. وطرأ شيء جديد على طريقة تنظيم الثوار، حيث أفاد بأن 90% من المسلحين في الخطوط الأمامية ينتمون لقوات الجيش المنشقة عن القذافي وبالتحديد فرقة الصاعقة التابعة للكتيبة 21، وأضاف أن الثوار الذين تراجعوا إلى الخطوط الخلفية أصبحوا أكثر تنظيما ويتحركون بأوامر عسكرية وتكتيكات جديدة. وفي القاطع الغربي كثفت كتائب القذافي من هجماتها على عدة مدن وبلدات يسيطر عليها الثوار، فقد سيطرت الكتائب على مدينة غريان، كما قصفت مدينة يفرن براجمات غراد مما أوقع قتلى وجرحى. وتحاول كتائب القذافي الدخول إلى الزنتان من ثلاث جهات، وهي المدينة المحاصَرة منذ أسبوعين. وقال رئيس اللجنة الإعلامية للثوار في مدينة الزنتان عادل الزنتاني إن المدينة تتعرض لقصف مستمر، وهي محاصرة بالكامل وتم قطع المواد الغذائية والمياه والكهرباء عنها. وقد حصلت الجزيرة على صور لمدينة الزنتان تظهر حجم الدمار والخراب الذي لحق بها بفعل الهجمات المتكررة لكتائب القذافي. وتظهر الصور أيضا الدمار الذي تعرض له مسجد المدينة والعديد من المنازل. كما استهدف المهاجمون محطات الماء والكهرباء مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب. وفي مدينة كتلا جنوب غرب طرابلس حاولت كتائب القذافي دخول المدينة، لكن الثوار تصدوا لهم ومنعوهم من التقدم.