م· راضية أوقف المئات من عمّال المديرية الجهوية للإنتاج التابعة ل "سوناطراك" بحاسي الرمل إضرابهم عن الطعام الذي دام خمسة أيّام، وذلك احتجاجا منهم على الغضب الذي انتابهم بسبب عدم استجابة الرئيس المدير العام ل "سوناطراك" لمطالبهم التي كانوا قد أضربوا بشأنها عن العمل من أجل لفت الجهات الوصية إلى المعاناة التي يعيشونها في ظلّ تواجد نقابة وصفوها بغير الصالحة لحمل انشغالهم بالطريقة التي تخدمهم، وذلك بعد اجتماعهم الأخير مع نائب الرئيس المدير العام للمجمّع ومدير قسم الإنتاج الذين وعدوهم بالحلول· أرسلت المديرية العامّة ل "سوناطراك" لجنة متكوّنة من نائب الرئيس المدير العام للمجمّع ومدير قسم الإنتاج وعدّة إطارات أخرى للتحاور مع ممثّلي العمّال المضربين وردّ الثقة بين الموظّفين والمجمّع العمومي عن طريق التواصل بين الطرفين· وأشار ممثّلو العمّال إلى أن إدارة "سوناطراك" وعدت المضربين عن الطعام بتلقّيهم لردّ رسمي خلال الأيّام القليلة المقبلة أو في بحر هذا الأسبوع على أكثر تقدير، وهو ما وصفه العمّال بغير المنطقي لكون القضية تعتبر المرّة الثانية التي تطلب فيها "سوناطراك" أجلا ثانيا للاستجابة لمطالب العمّال· وكان المئات من عمّال حقول النّفط والإنتاج التابعين ل "سوناطراك" بحاسي الرمل قد دخلوا في إضراب عن الطعام منذ الاثنين الماضي تمسّكا بمطالبهم التي رفعوها إلى المديرية منذ بداية شهر مارس وهو موعد انطلاق احتجاجاتهم، حيث هدّدوا بالموازاة مع ذلك بتوسيع حركتهم الاحتجاجية إلى الحدود القصوى لدفع المصالح المركزية إلى إعادة النّظر في حساباتها، كما أدّى إضرابهم الأخير هذا إلى تدهور حالة بعض العمّال الذين نقلوا إلى مصحّات لتقديم لهم الإسعافات· كما يطالب العمّال المحتجّون منذ بداية شهر مارس بضرورة رفع الأجور وإعادة النّظر في مختلف المنح التي يحصلون عليها، خاصّة وأن الزيادات التي تقرّرت تعتبر زهيدة مقارنة بإمكانيات الشركة، واتّهموا النقابة بأنها متواطئة مع الإدارة ضد العمّال وطالبوا باستبعادها من المفاوضات بين العمّال المحتجّين وبين إدارة الشركة، وهو الأمر الذي وافقت عليه هذه الأخيرة· وتأتي هذه الحركات الاحتجاجية على خلفية التعهّدات التي أطلقها الرئيس المدير العام عقب زيارته للمديرية الجهوية ل "سوناطراك" بحاسي الرمل في الثامن عشر من شهر جوان المنصرم والتزامه بالردّ على مطالب العمّال في أجل أقصاه 15 جويلية 2008· ولم يلمس العمّال أيّ جديد، لذلك دخلوا في احتجاجات سلمية يومية مطالبين بتحقيق كلّ مطالبهم التي أكّدوا أنها مشروعة، خاصّة في ظلّ الأجواء الصعبة التي يؤدّون فيها عملهم متحمّلين البعد عن الجوّ العائلي والأخطار الصحّية المهنية مقابل راتب قليل، وهو ما أثار غضب هؤلاء العمّال الذين ينتظرون إنصافهم خلال الأيّام المقبلة حسب تعهّدات الوصاية مهدّدين في الوقت ذاته بالعودة إلى الاحتجاجات في حال عدم تطبيق الوعود