المار من ساحة الشهداء يلاحظ ما تغير من امر هؤلاء الباعة الفوضويين، الذين وبعد ان طردوا كليا عادوا في الفترة الاخيرة، وعادوا بقوة كذلك، ليفرشوا سلعهم ومنتوجاتهم المتنوعة على الارض، ولكنهم هذه المرة لم يكتفوا باحتلال بعض الطريق، بل احتلوا كل الطريق، بما في ذلك ساحة الشهداء، والتي تعرف اشغالا وتنقيبا عن الآثار في باطنها. مصطفى مهدي لعل المار من ساحة الشهداء في الفترة الأخيرة لاحظ ان الباعة الفوضويين لم يكتفوا بمدخل سوق "الروتشار" ولكنهم استولوا على كل الطريق، وحتى على الساحة التي كانوا قد منعوا من وضع سلعهم فيها قبلا، ولكن هاهم اليوم يبيعون فيها، ويمارسون نشاطهم التجاري بكل حرية، امام اعين رجال الشرطة التي انحصر دورها ربما في الحفاظ عل امن هؤلاء الباعة، كيف لا يحدث هذا كله، وقد اطل قبل اسابيع وزير الداخلية نفسه، واعطى لهم تسريحا جماعيا بان ينشطوا. هذه الظاهرة التي زادت عن حدها كما يقول بعض المواطنين، والتي حوَّل المكان الى فوضى عارمة، خاصة وانه لا حل في الافق، فلا هؤلاء الشباب سيُرحَّلون بسلعهم لوحدهم، ولا السلطات المعنية قادرة على ان توفر لهم مناصب عمل في اقرب الآجال، ولا تستطيع تحديهم وطردهم، فاين الحل؟ هذا هو السؤال الذي طرحه بعض المواطنين، خاصة ممن يسكنون في الحي، يقول لنا توفيق ان بيته يشرف على الساحة، ورغم انه اعتاد على الضجيج الا انه صار ليس بامكان السكان ان يرتاحوا دقيقة واحدة مع الصياح والضجيج الذي يصدره هؤلاء الشباب، وهم غير ملومين، يقول توفيق، ولكن المسؤولية كل المسؤولية تقع على السلطات المعنية التي لا تعرف كيف تتصرف معهم، اما سمية فهي الاخرى فقد اشتكت لنا من الامر، ولكن من بعض الشباب الذين يتفوهون بكلمات ماجنة، تسمعها وهي في بيتها، ولكن لا تستطيع التدخل، وحتى هؤلاء الشرطة غير قادرين على ردعهم. لكن في المقابل فان الكثير من المواطنين فرحوا بعودة هؤلاء الشباب الى الارصفة، ذلك أنهم مكنوهم من اقتناء كل الاشياء التي ارادوا شراء ها باسعار ملائمة، تقول نسرين انها تاتي الى هنا كل يوم، خاصة وانها لا تسكن بعيدا، وذلك لتقتني اغراضا ترى انها لا يمكن ان تجدها في مكان اخر، ولهذا فقد استاءت عندما طردوهم، ولكنها فرحت وهي ترى عودتهم، تقول انه يجب ان تخصص لهم سوق لكي يعملوا بطريقة قانونية وانتهى الامر، اما وان يتم طردهم وملاحقتهم دون ان يعطوا البديل، فهذا لا يمكن ان يحدث، لكن مواطنين كثيرين استاءوا من احتلال الساحة الكبرى، والتي تعرف مؤخرا حفرا واشغالا لاكتشاف اثار رومانية، ولكن بعض الشباب نصبوا طاولاتهم في تلك الساحة، وصارت هي الاخرى سوقا اخرى، حيث الطريق الرئيسية اكتظت بالباعة، وصارت لا تسعهم لا هم ولا سلعهم، اما السيارات فصارت لا تمرّ من الطريق، وتتفادها، الا ربما من يقطن بالمكان، ذلك ان الازدحام يشل حركة السير نهائيا، بين باعة يعرضون سلعهم على الارض، ومواطنون يشترون ما عرض على الارض.