تشهد ساحة الشهداء والشوارع المحاذية لها يومياً نشاطاً تجارياً موازياً كبيراً، استعصى على الجهات المعنية التخلص منه، رغم كل المحاولات والمطاردات التي تقوم بها مصالح الأمن يومياً، والأكثر من ذلك فإن التجار الطفيليين لم يكتفوا بالأرصفة ومداخل العمارات، بل راحوا يحتلون جزءاً كبيراً من محطة نقل المسافرين المجاورة. فالزائر لساحة الشهداء اليوم يلاحظ التدفق الكبير للباعة والمتسوقين الذين يملأون المكان منذ الصباح الباكر، وقد صار" سوق ساحة الشهداء" معروفاً ومألوفاً لدى شريحة كبيرة من سكان العاصمة الذين يأتونه من مختلف البلديات، خاصة النسوة اللواتي يفضلن السوق المذكور على باق الأماكن، خاصة بعد فتح سوق زوج عيون المحاذي، الذي كان الهدف منه القضاء على التجارة الفوضوية، لكن - حسب بعض التجار أصحاب المحلات- فإن السوق صار جاذباً للتجارة غير الشرعية التي صارت قدراً محتوماً على المكان، واشتكى من التقيناهم بالسوق في كثير من المناسبات كساد تجارتهم داخل السوق الرسمي، ولم يخف بعضهم لجوءهم إلى إخراج سلعهم ومحاكاة باعة الرصيف الذين استحوذوا على الزبائن وجعلوهم -حسب الشهادات- يتبضعون من الرصيف دون الدخول إلى السوق المنظم، ولكن هذه الوضعية ورغم عدم شرعيتها استحسنها العديد من المواطنين الذين ذكروا أنهم وجدوا ضالتهم في التسوق وركوب الحافلات عن قرب دون التنقل، وقال لنا أحدهم : " كنا نذهب الى السوق .. وهاهو السوق اليوم يأتي إلينا إلى غاية مواقف انتظار الحافلات!! كما أن التجار الذين ألفوا المكان صاروا يتحايلون ويأخذون حذرهم من مطاردات الشرطة عن طريق وضع سلعهم فوق أفرشة بلاستيكية، تسهل عليهم لفها والهروب بها عند الضرورة، على حد تعبير أحدهم الذي جاء من ولاية مجاورة، مشيرا أنه يمارس هذه التجارة لأزيد من ثلاث سنوات، وأن ذلك هو مصدر رزقه الوحيد. وفي زيارتنا للمكان رأينا أفراد الشرطة واقفين ويقومون في أحسن الأحوال بتنظيم المرور وفك الزحام الذي يحدث بهذه البقعة التي صارت نقطة سوداء يتعين إزالتها، خاصة وأن النفايات التي يتركها التجار آخر كل يوم تصنع ديكوراً مشوهاً للبيئة والمحيط.