اقتحم ليلة أوّل أمس عدد من مواطني بلدية وادي غير في بجاية والمقصيون من قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية ال 54 المعلن عنها منذ أيّام، مكتب رئيس البلدية وقاموا بإحراقه، وقد أتت النّيران على محتويات وأثاث مكتب رئيس البلدية وبعض المصالح المجاورة· وقد جاء هذا الإجراء على خلفية استقالة "المير" من لجنة الدائرة المكلّفة بتزويع السكنات، وقد حمّل البعض من المواطنين الذين أضرموا النّيران وكذا المنتخبين المحلّيين المسؤولية الكاملة لرئيس البلدية الذي رفض الحضور في عملية توزيع هذه السكنات· وقد علمنا من مصادرنا بالولاية بأن الوالي وبّخ رئيس بلدية وادي غير بسبب غيابه غير المبرّر عن عملية دراسة وتوزيع السكنات، وأضاف محدّثنا أن هذا الأخير قرّر تقديم استقالته من على رأس البلدية بسبب الضغوط المفروضة عليه من طرف سكان البلدية وأعضاء المجلس البلدي· يذكر أن والي بجاية طلب خلال الأيّام الماضية من لجان الدوائر الخاصّة بتوزيع السكن بمختلف صيغه الشروع في عملية دراسة ملفات طالبي السكن والإسراع في توزيع 2100 وحدة سكنية جاهزة، كما أوصى لجان توزيع السكن بضرورة الحرص على توخّي الدقّة وتحاشي المفاضلة والمحسوبية والقرابة أثناء عملية البحث الاجتماعي لطالبي السكن، إلى جانب دعوتهم الى الأخذ بعين الاعتبار أصحاب السكنات الهشّة والمؤجّرين لسكنات الخواص ومراعاة الترتيب الزّمني للملفات المودعة لدى لجان الدوائر· واستفادت ولاية بجاية ضمن المخطّط الخماسي 2010/2014 من 31 ألف وحدة سكنية، منها 16 ألف سكن ريفي· حيث شرعت مختلف المديريات والمصالح التنفيذية في إعداد مخطّطات هذا البرنامج الطموح والبحث عن الفضاءات العقارية التي سيتمّ بناء هذه السكنات فوقها، وهو المشكل الذي يقلق السلطات العمومية على اعتبار أن أغلبية بلديات الولاية جبلية والمساحات القليلة المتوفّرة بها إمّا فلاحية أو مخصّصة للاستثمار السياحي، وبالتالي فإن تجسيد مشروع 31 ألف وحدة سكنية يتطلّب التضحية ببعض الأراضي الغابية والفلاحية غير المستغلّة بالشكل المطلوب· وعلى كلّ، فرغم الجهوذ المبذولة من طرف السلطات من أجل الوصول إلى إنجاز كلّ المشاريع السكنية إلاّ أن المشكل يظلّ مطروحا في عملية التوزيع، وعليه فإن الظاهرة التي عاشتها بلدية وادي غير منذ يومين قد تعرفها باقي بلديات الولاية، خاصّة إذا علمنا بأن عددا كبيرا من المواطنين الذين قدّموا طلباتهم من أجل الاستفادة من السكن الاجتماعي هدّدوا باللّجوء إلى نفس التصرّف·