لم يعد اقتناء بعض الآلات الكهرومنزلية بالتقسيط موجها إلى الاستعمال الشخصي بالمنزل وإنما هناك من ذهب إلى جلب بعض الآلات بعد دفع مبلغ معين بغرض إعادة بيعها وفك كربة ما أو دين، لاسيما وان بيع ثلاجة أو فرن من شانه أن يحقق له مبلغا أكبر من الأقساط التي دفعها، أو ربما لا يدفع منها شيئا ويعوضها بالشيكات. نسيمة خباجة ووجد أغلبية الدائنين الحل في الآلات الكهرومنزلية المعروضة عن طريق التقسيط التي من الأجدر أن تكون موجهة إلى الاستعمال الشخصي إلا أن حيلة البعض وبعض العقبات المالية التي يواجهونها جعلهم يذهبون إلى دفع بعض الأقساط القليلة في الأول والاستفادة من بيع تلك الآلة فور جلبها لتسديد دين أو تغطية تكاليف ما. ذلك ما راح إليه بعض المواطنين في الوقت الحالي بعد أن امتنع الكل عن فكرة الاقتراض خاصة وان كان مبلغ الدين مرتفعا، ويدخل المدين في اعتباره المدة الطويلة التي سوف يستغرقها الدائن من اجل تسديد دينه، ما جعل البعض يتهربون من فكرة الإقراض لكي لا يقعوا كرهائن للدائن بالنظر إلى تماطل البعض في تسديد ديونهم على عكس البعض الآخر الدين يهبون إلى تسديد دينهم في الفور وفك كربته عنهم. وهو الأمر الذي أدى إلى فكرة اللجوء إلى جلب بعض الآلات الكهرومنزلية عن طريق دفع قسط أولي بسيط وبيع تلك الآلة مهما كان نوعها فور استلامها، كون أن عملية البيع بالتقسيط تسمح للمقبلين عليها الانتفاع بالشيء المباع دون الانتهاء من دفع ثمنه، مما سهل على الكثيرين الاهتداء إلى تلك الفكرة في حالة الحاجة إلى مبلغ معين، خاصة وان هناك محلات اختارت التخلص من سلعها عن طريق البيع بالتقسيط وهي العملية التي تلزم الزبون دفع مجموعة من الشيكات أحيانا دون دفع أي مبلغ، مما مكن الكل من اللجوء إلى تلك الحيلة بعد اصطدامهم ببعض المصاريف التي لا تحتمل التأجيل كحالات المرض وما يتطلبه من مصاريف، بل واستعملوا تلك الطريقة حتى من اجل تسديد الديون خاصة وان تلك المحلات لا تشترط دفع المبلغ فور تسلم الآلة، وإنما تبقى العملية لشهور على حسب الشيكات المدفوعة. يقول السيد شريف انه يؤيد تلك الفكرة لاسيما في الوقت الحالي التي لم تعد تقوى اغلب العائلات على ضبط ميزانيتها مهما اهتدت إلى حلول مما أدى إلى اصطدام البعض ببعض الورطات كالمرض أو الدين أو تغطية تكاليف أخرى... وبالنظر إلى امتناع الكل عن إقراض الغير مبلغا معتبرا خوفا من الإطالة في تسديده، لجأ البعض إلى فكرة جلب تلك الآلات مقابل دفع شيكات لتتم عملية بيع تلك الآلة فور تسلمها بعرضها في الحي أو بيعها بين المعارف بمبلغ قد ينخفض قليلا عن السعر التي تتداول عليه في السوق بفارق قد يتجاوز 5000 دينار لضمان التخلص منها والاستفادة من المبلغ المالي ليبقى بعد ذلك الزبون في علاقة مع صاحب المحل الذي يحتسب المبلغ من تلك الأقساط المدفوعة شهريا. وهو الحل الذي اهتدى إليه الكثيرون في الوقت الحالي بالنظر إلى حاجتهم الماسة للمال وابتعاد الكل عن فكرة الإقراض للغير في ظل الاختناق المادي لأغلب الأسر، فهي بالكاد تقوى على ضبط ميزانيتها مما ألغى نوعا ما فكرة الإقراض للغير لاسيما وان كان المبلغ المقترض مرتفعا.