كثير من الفتيات ارتبطن في الأيام القليلة الماضية، ولعل الصفة المشتركة بين كثير منهن عدم قدرتهن على الطبخ، او أنهن لسن موهوبات في هذا المجال الذي كان إلى وقت قريب شرطا أساسيا لا بد أن يتوفر في المرأة المقبلة على الزواج، ولكن، الجمال اليوم، هو السلعة الرائجة التي تجعل الفتاة ترتبط حتى لو كانت فيها الأخطاء السبع، او هكذا يفكر بعض الأزواج الذين يفضلون "الزين" على كل شيء آخر، ولهذا فإنهم لا شك سيتحملون عواقب اختيارهم، ومن ذلك زوجات لا يحسن الطبخ، ولم يسبق لبعضهن أن دخلن إلى المطبخ، ولو حتى لمساعدة أمهاتهن، ولكن لدى بعضهن النية في تعلم الطبخ، حيث أنهن ما إن يرتبطن حتى ينهمكن في تعلم الطبخ، ولكن لا يكون ذلك تحت اشراف طباخة، ولكن عبر كتب الطبخ، وعبر الانترنيت، والوصفات التي تقدمها بعض القنوات الفضائية، وفي الأخير فان الزوج، وخاصة في الأيام الأولى يكون فأر التجارب الذي عليه أن يتذوق ويأكل تلك الأطباق على سبيل المجاملة، على الأقل، لزوجته، وقد يصارحها برداءة طبخها وقد لا يفعل بحسب شخصية الزوج، ولكن، مع ذلك، فان تلك المحاولات تعتبر محاولات جميلة لتعويض ما فات من وقت استغرقته المرأة في صغها في الزينة والخروج والتفسح، يقول بشير أن ارتبط قبل شهرين، وانه إلى الآن مازال يعاين من طبخ زوجته الذي لا يؤكل ولا يمكن أن يحتمله لأكثر من هذا، فهي، يقول، ورغم أنها تطبخ يوميا أطباقا تحملها من مواقع الانترنيت، إلا أنها لم تتعلم الطبخ وبقيت تحضر الأطباق السيئة الذوق، وكان بشير في كل مرة يحسب أنها يمكن أن تتعلم شيئا، وانه لا شك سيأتي يوما لا يتذكر هذه الأيام إلا ساخرا، ولكن زوجته لم تتعلم سوى طهي الوجبات الخفيفة التي يمكن أن يشتريها من محلات الأكل السريع دون عناء. من جهته سفيان الذي تزوج منذ شهر قال انه سئم من أكل زوجته، ويئس كذلك، فبعد أن كان يشجعها في البداية على التعلم، إلا أن البطء الذي أظهرته جعلته يقرر أن يعتاد على شراء الأكل من المطاعم جاهزا إلا أن تتعلم في العطل الطبخ في بيت أمها، وتأسف سفيان لحال الفتيات اللائي صرن لا يفكرن في الأشياء الأساسية التي تحول المرأة إلى امرأة، وصرن لا يفكرن إلا في الزينة والأشياء التافهة. من جهتها سعاد قالت لنا أنها نحت في تعل الطبخ في رف قياسين صحيح أنها بدأت دروسا في الطبخ في بيت أهلها، أي قبل الزواج بشهر، إلا أنها تمكن بعد شهرين تقريبا من أن تصبح طباخة ماهرة، خاصة وأنها تعلمت تحضير الأطباق التي يحبها زوجها، حتى الأكثر صعوبة، وقد رأته يعاني وهو يضطر إلى الأكل في الخارج في بداية أيام الزواج، فقررت أن تكثف من مجهوداتها، وهي التي لم تكن في سابق عهدها تحب حتى دخول المطبخ، وذلك لان والدتها توفيت، ولم يكن هناك من يعلمها او يوجهها او يهتم بها، ولم تشعر بضرورة تعلم الطبخ إلاّ وهي مقبلة على الزواج.