كثير من البنات يدخلن المطبخ لأول مرة في رمضان وكثيرة هي حكاياتهن مع الأكلات الجديدة والمجربة، وبين مؤيد ومعارض لتعلم الطبخ في رمضان يبقى تعلم فنون الطهي من الأشياء التي لا بد أن تجيدها الفتاة، رغم الانتقادات التي تتلقاها من أفراد أسرتها خاصة الرجال تفضل الكثير من الفتيات دخول المطبخ خلال الشهر الفضيل من أجل مساعدة الوالدة في إعداد الفطور، فتكون لهن فرصة لتعلم قواعد الطبخ خاصة الأطباق التقليدية التي تميز المائدة الرمضانية على غرار اللحم الحلو، والمثوم، والسفيرية. من جهة أخرى، فان هذا الأمر يثير استياء الرجال في البيت خاصة إن كان الأكل التي أعدّته الفتاة مالحا أو لم يكن طعمه مستساغا أو لم يكن له طعم في الأصل. وفي هذا الصدد تقول الآنسة فايزة إنها تعلمت إعداد الكثير من الأطباق هذه الأيام، فمن مقر عملها تتصفح وصفات الطبخ العصرية عبر الأنترنت وتختار وصفة سهلة وسريعة التحضير، وقبل عودتها إلى المنزل مساء تشتري مستلزمات إعداد الوصفة، وما أن تصل إلى البيت حتى تقوم بتجربتها. وفي هذا الشأن تقول فايزة “ليست لدي مشكلة مع الطبخ وكل ما أجربه ينجح خاصة وأني لا أتلقى انتقادات من أفراد أسرتي وأمي هي من تعد شربة الإفطار التي لا بد وأن تكون لذيذة من يديها”. وهناك من يعترض بشدة على تعلم الطبخ في رمضان مثل نوال التي قالت في حديث لها معنا “أنا ضد فكرة تعلم الفتيات الطبخ في رمضان، خاصة إن لم تنجح في إعداد الطبخة كيف تكون ردّة فعل الصائمين بعد يوم كامل من مشقة الصيام؟! طبخ شهر رمضان فرصة لدخول الفتيات إلى المطبخ لتعلم مهارات الطبخ رفقة الوالدة التي ترشدهن في كل مرة وتقدم لهن نصائح ذهبية لنجاح أطباقها”. من جهتها، تقول السيدة آمال، أم لثلاث بنات، “لا أعتمد على بناتي في الطبخ في الأيام العادية ولا في رمضان. أعدّ الأطباق الرئيسية وحدي ولا أعتمد على بناتي إلا في تقشير الخضر وتقطيعها”. وفي السياق ذاته، قال سعيد، شاب في الثلاثين من عمره “البارحة قامت أختي بإعداد طبق كان يبدو شهيا من مظهره لكن سرعان ما تحوّل إعجابي به بعد أن تذوقته وكان شديد الملوحة وقد تذمّر الكل من المذاق الذي كان يشبه القديد!!”. رغم ذلك، فإن بعض الأمهات ينتظرن قدوم رمضان من أجل إدخال بناتهن للمطبخ وتعليمهن كيفية إعداد بعض الأكلات التقليدية أو العصرية، خاصة وأن بنات اليوم لا يدخلن المطبخ إلا نادرا، وإن دخلن فلا يساهمن إلا في إعداد المائدة أو غسل الأواني ولا يجذبهن تعلم الطبخ . وهو الأمر الذي صار يقلق الأمهات وصرن يشجعنهن على دخول المطبخ والمساهمة ولو بشيء بسيط كإعداد السلطة أو البوراك.