وزارة الصحة تتحرك للتخفيف من معاناة مرضى التوحد ** 19 مصلحة للأمراض العقلية للأطفال عبر مستشفيات الوطن ف. هند قال نائب المدير المكلف بترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور محمد شكالي أن التكفل بمرض التوحد يعد مهمة متعددة القطاعات والتخصصات ويتطلب إمكانيات ضخمة مشيرا إلى النقص الكبير في المختصين في هذا المجال وكشف المتحدث أن الدفعة الأولى المكونة في الجزائر في مجال الأمراض العقلية لدى الأطفال كاختصاص قائم بحد ذاته ستتخرج قريبا . وذكر شكالي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن التكفل بمرض التوحد يتم في إطار متعدد التخصّصات والقطاعات كما يتطلب إمكانيات ضخمة يجب توزيعها عبر التراب الوطني. ونحن واعون بأن التحديات جد هامة بالنظر إلى الارتفاع المتزايد لعدد المرضى . وخلال تدخله عشية اليوم العالمي للتحسيس حول مرض التوحد أوضح نفس المسؤول أن المشكل الأساسي يكمن في العجز الهام في عدد الموظفين المؤهلين على غرار أطباء الأمراض العقلية للأطفال لأنهم المؤهلين للقيام بتشخيص دقيق للمرضى حسب قوله. كما أنه يجب عليهم التدخل في اطار طاقم طبي يضم مختص في علم النفس لديه تكوين في مرض التوحد ومختص في الحركة ومختص في النطق ومرب . كما أشار المتدخل إلى أنه يجب الكشف عن مرض التوحد عند الولادة لأنه كلما تم هذا التشخيص مبكرا فإن النتائج ستكون أفضل لأن الأمر يتعلق بأطفال في مرحلة نمو حيث يجب احترام التسلسل التاريخي مضيفا أن الأمر يكون صعبا في حالة غياب مختصين بعدد كاف . وأردف يقول و من ثمة تحدي الكشف المبكر ثم التشخيص وأخيرا التكفل علما أن العلاج يمتد الى فترات متتالية من الزمن . ولدى تطرقه بالتفصيل إلى الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة من طرف الوصاية من أجل تكفل أفضل بهذا المرض ذكر السيد شكال بتنصيب في جويلية 2016 لجنة وطنية متعددة القطاعات حول التوحد موزعة على ثلاث لجان تختص بالتكفل والتكوين والتحقيق الوبائي تجتمع كل شهرين. وذكر المتحدث أن هذه اللّجان شرعت في العمل منذ إطلاقها حيث أعدت اللجنة الأولى تحقيقا وبائيا حول مرض التوحد بوشر مؤخرا على مستوى ست مصالح للأمراض العقلية الأكثر تجربة في مجال متابعة المرض علما أن النتائج ستنشر خلال الأسابيع القادمة على حد قوله. من جهة أخرى تحدث السيد شكال عن التخرج القريب للدفعة الأولى المكونة في الجزائر في مجال الأمراض العقلية لدى الأطفال كاختصاص قائم بحد ذاته مضيفا أن أطفال التوحد متابعون من طرف أطباء مختصين في الأمراض العقلية اهتموا طوال حياتهم بالأطفال . وذكر البروفيسور شكال في هذا الصدد بوجود مصالح للأمراض العقلية للأطفال داخل المستشفيات مثل فرانتز فانون بالبليدة مشيرا إلى افتتاح 6 مصالح جديدة مؤخرا بوسط وشرق وغرب البلاد والتي تضم بدورها 19 مصلحة للأمراض العقلية للأطفال تغطي معظم مستشفيات الوطن. أما عن عدد الأشخاص المصابين بمرض التوحد بالجزائر أوضح البروفيسور أنه من الصعب معرفة الرقم الحقيقي للمصابين بهذا المرض وأن المعلومات المتوفرة لحد الآن تشير إلى احتمال إصابة واحد من بين كل 150 مولود . وتابع البروفيسور قائلا إن الدول المتطورة هي الوحيدة التي تتوفر على إحصائيات في حين تمتلك الجزائر مخططا للصحة العقلية لا يحتوي على تشخيص مرض التوحد مشيرا إلى أنه تم اللّجوء إلى المنظمة العالمية للصحة بهذا الشأن. وأضاف السيد شكال أن التحقيق الوبائي الذي لا يزال قائما سيسمح بتكوين فكرة حول أثر الإصابة بهذا المرض مؤكدا أن الإحصائيات تخص التشخيص وأن الأمر لا يتعلق بالتوحد وإنما بشبح التوحد الذي يظهر على العديد من المستويات . وتابع في ذات السياق يقول بفضل تعميم استعمال الإعلام الآلي نحاول في إطار اللجنة المختصة وضع مخطط يحوي على الأقل عشر أنواع لمرض التوحد استنادا للتصنيف العالمي . وأشاد البروفيسور ب الدور الفاعل والهام للحركة الجمعوية في حملات التوعية بهذه الإصابة والتعريف بها على المستوى الوطني. أما عن الإدماج المدرسي والمهني لهذه الشريحة من المرضى تأسف السيد شكال للغياب القانوني للمرافقة والتكوين المهنيين مرافعا من أجل تطوير النصوص القانونية في هذا الشأن حيث أكد أن هذه المسألة في طور الإنجاز بالتشاور مع وزارة التكوين المهني. من جهة أخرى ونظرا لحجم الطلب شجع ممثل وزارة الصحة إشراك القطاع الخاص في التكفل بمرضى التوحد وهو ما سيخفف الضغط على القطاع العام محذرا من الانزلاقات التي يمكن أن تنجم عن هذا النشاط بسبب الفراغ المؤسّساتي في هذا المجال. وختم السيد شكال قائلا نعكف على الإطار القانوني المنظم لهذه المسألة لأنه إذا كان من المفروض أن يتكفل طبيب أطفال بمرضى التوحد يجب أن يكون مكونا لهذا الغرض مشيرا إلى دور الحضانة وغيرها من المدارس التي تدعي تخصّصها في مرض التوحد وكذا الممارسات المشبوهة التي أقرب ما تكون إلى الشعوذة منتهزين في ذلك وضع أولياء المرضى .