دعا عبد المالك بوضياف، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إعادة الاعتبار للمراكز التي تتكفل بالأطفال المتوحدين، مشيرا إلى وجود17 مصلحة للطب النفسي، خمسة منها تؤدي فقط عملها، مشددا على إعادة الاعتبار لهذه المراكز حتى تستقبل الأطفال المتوحدين حسب السن ومرافقة كل الحالات من الولادة إلى مراحل متقدمة من العمر. وأكد بوضياف أمس، بقصر الثقافة، خلال افتتاح أشغال اليوم العالمي للتحسيس بمرض التوحد الموافق ل2 أفريل من كل سنة، أنه بعد اللقاء الوطني الذي تم فيه الإعلان عن التكفل بملف التوحد وإنشاء اللجنة الوطنية ما بين القطاعات الخاصة بذلك، وتم تنصيبها رسميا في يوم 18 جويلية 2016 هي اليوم تقيم نشاطها، وهو دليل على الإرادة القوية لمختلف الدوائر الوزارية للتكفل بمرضى التوحد. وعلى صعيد آخر، تطرق الوزير إلى أهم التوصيات التي انبثقت عن اللجنة الوزارية منها إعطاء الأولوية للجانب العلاجي والاجتماعي بوضع وحدات داخل مراكز العلاج النفسي لصغار المتوحدين ما بين 3 إلى 6 سنوات، إلى جانب المرافقة الاجتماعية والتربوية للأطفال المتوحدين ما بعد السادسة، والاستعانة عند الفحص المبكر بالمصالح الصحية للقيام بالمهمة، بينما يمثل التكوين الأولي والمتواصل، المخرج الذي ينبغي أن يعوّل عليه لتحقيق الأهداف المسطرة. من ناحية أخرى، اقترح الوزير لتحقيق هذه الأهداف، وضع خارطة طريق ووضع دفتر شروط يحدد مهام كل قطاع وزاري مثل وزارة التضامن الوطني والصحة وحتى حركات المجتمع المدني ليتسنى تجسيد ما تم التوصل إليه ميدانيا. من جهته، أكد البروفيسور محمد شكالي، مدير الصحة العقلية وعضو اللجنة لدى شرحه لطريقة العمل الميدانية للجنة الوزارية المشتركة، أن الغرض من العمل الذي استغرق سنة كاملة هو الوصول إلى وضع إستراتيجية عمل تستهدف تغيير واقع التوحد في الجزائر، وواقع المهنيين المكلفين بمتابعة هذه الحالات، مشيرا إلى أن الخطوة القادمة ينتظر أن يجري فيها الانتقال إلى التطبيق الميداني الذي يشمل المرافقة في مجالات الاجتماعية والتربوية والصحية للمتوحدين، وكذا العمل على إجراء مسح حول عدد الأشخاص المصابين بالتوحد في الجزائر. البروفيسور أفرار، المختص في طب الأعصاب، ولدى عرضه التجربة الفرنسية في مجال التكفل بالأشخاص المتوحدين وأثنى على التقدم الذي تسجله الجزائر في مجال التكفل بحالات التوحد بالمقارنة مع فرنسا، مشيرا إلى أن البرنامج الوزاري المشترك بالطريقة التي عرض فيها بإمكانه أن يحسن من نوعية التكفل بحالات التوحد إن تم تفعيله على أرض الواقع. الملتقى الوطني الثاني للتوحد .... المختصون يوصون بالتشخيص المبكر أوضح الدكتور عبد الكريم حبي، مختص في طب الأطفال ضعف في التشخيص والتكفل الفعّال لحالات الأطفال المصابين بالتوحد، مشيرا إلى أن لقاءات المختصين في الملتقيات الوطنية هي الفرصة المثلى لربط علاقات مع خبراء وتكوين "شبكة" من المختصين يتواصلون فيما بينهم لتكفل أمثل بطفل مصاب بالتوحد. وأكد الدكتور حبي أول أمس، خلال مداخلته في الملتقى الوطني حول التوحد وطرق التكفل به، الذي نظم في طبعته الثانية بالمركز العائلي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بابن عكنون، والذي حضره مجموعة من المختصين في طب الأطفال، وطب الأعصاب، مختصين في علم النفس والأرطوفونيا وعلم البيولوجيا، بهدف البحث عن سبل فعالة لتكفل أحسن بهذا الداء، وكذا من أجل التحسيس بأهمية التشخيص المبكر للتوحد من أجل مساعدة الطفل على الاندماج عاديا مع أقرانه الأسوياء. كما أكد المتحدث أن هذه الحالة ليست مرض وإنما هي أعراض "إعاقة" تظهر على الطفل وتتمثل في مشاكل على مستوى الأعصاب تسبب له في عدم التواصل الجيد مع محيطه، مضيفا أن الدراسات لا تزال قائمة لمعرفة الأسباب الرئيسية للإصابة بالتوحد والتي لا تزال غامضة إلى حد الساعة، مشيرا إلى أن هذا الداء جديد أو بالأحرى تم تشخيصه على أساس مرض له أعراض خاصة وطرق تكفل تميزه فقط في السنوات الأخيرة القليلة، بعدما كان في سنوات مضت يشخص على أن الطفل مصاب بالصمم، نظرا للأعراض المتشابهة بين الحالتين. كما دعا المختص إلى ضرورة تكوين شبكة من المختصين يعملون وفق برنامج مسطر للتواصل فيما بينهم، سواء عن طريق رسائل أو عن طريق الدفتر الصحي الذي شدد المختص على أهميته، وهذا لتكفل أحسن للطفل وشامل يساعد الأولياء على معرفة ما يعانيه طفلهم وما السبل الفعّالة لإعادة إدماجه في محيطه. من جهته، أوضح الدكتور عبد الفاتح تربوك، مختص في طب الأطفال، أن التوحد يمكن تشخيصه بملاحظة تصرفات الطفل التي يمكن للأولياء وصفها بغير الطبيعية، والتي تظهر منذ المراحل الأولى من ولادة الطفل، ومن أهم تلك الأعراض يقول المتحدث عدم تواصل الطفل مع الأم عند الرضاعة، تأخر في الكلام، عدم الابتسامة أو الضحك، النظر بعيدا دون النظر إلى الأم، إلى جانب أعراض أخرى كالإفراط في الحركة، السلوك العنيف، عدم الرد عند مناداته باسمه.