ورد ذكره في القرآن الكريم 65 الشّاكر مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء: 147] مرتان المادحُ لمن يطيعه والمثني والمثيب له بطاعته والقرآن مملوء بمدح الأنبياء والصالحين يشكر الشاكرين ويذكر الذاكرين بأن يثنى عليهم في ملئه الأعلى وبين ملائكته ويلقي لهم الشكر بين عباده . معنى الشكر عرفان الإحسان ونشره وقيل : هو الثناء على المحسن بما أولاك إياه من المعروف والفرق بين الشكر والحمد: أن الحمد أعم من الشكر فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة ومعروفه ولا تشكره إلا على معروفه فالشُّكر لا يكون إلا عن عطاء . *أثر الإيمان بالاسم - أمر الله تعالى خلقه بالشكر : وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل: 114] كما أمر به أنبياءه موسى ومحمد - عليهما السلام : وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف: 144] [الزمر: 66] ونهى عن ضدِّه : وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة: 152] وأثنى على أهله وجعلهم من الخاصة والنخبة من خلقه فوصف به إبراهيم - عليه السلام : شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم [النحل: 121] وقال عن نوح - عليه السلام : إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء: 3] وجعله - عز وجل - سببًا لرضاه على عباده : وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر: 7] ووعد الشاكرين بأحسن الجزاء : وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران: 144] وزاد على الجزاء المزيد من فضله تعالى : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7] . - أعظم الشكر لله توحيدُه وعبادتُه وطاعتُه وشكر الله واجب على كل مكلف وقدوتُنا ومثلنا الأعلى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم قام حتى تورَّمت قدماه فقيل له : غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذنبكَ وَمَا تأخَّر فقال صلى الله عليه وسلم : أفلا أكونُ عبدًا شكوراً (البخاري) وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : .. ربَّ اجعلني لكَ شَكَّارًا لك ذكارًا وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : يَا مُعَاذُ وَالله إني لأُحبُّكَ.. أُوصيكَ يَا مُعاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُر كُلِّ صلاة تَقُولُ : اللهمَّ أعنِّي عَلى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (أبو داود النسائي) . - اختلف السَّلَفُ في تعريف شكر العبد لله فقيل أنَّ الشُّكرَ هو معرفةُ العجز عن الشكر وقيل : هو ألا يستعان بشيء من نعم الله على معاصيه وقيل هو رؤية المنعم لا رؤية النعمة . - حقيقةُ الشُّكر هي ظهورُ أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا وعلى قلبه : شهودًا ومحبَّةً وعلى جوارحه : انقيادًا وطاعةً . - على كُلِّ جارحة شكر وشُكْرُها باستعمالها بتقوى الله . - الرِّضا أعلى درجات التَّوَكُّل وأَوَّلُ درجات الشُّكر فالرِّضا مندرجٌ في الشُّكر إذ يستحيل وجودُ الشُّكر بدونه وذكر ابنُ القَيِّم أنَّ الإيمانَ نصفان : نصف شكر ونصف صبر . - وجب على العبد شكرُ مَنْ أجرى اللهُ النِّعمةَ على يده كما قال صلى الله عليه وسلم : لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُر النَّاسَ (أبو داود). - للشُّكْر ثلاثةُ أركان كما ذكر القرطبيُّ : 1- الإقرار بالنِّعمة للمُنعم . 2- الاستعانة بها على طاعته وعدم استعمالها في معصية .