نتاج لاختلالات بنيوية متداخلة العنف المدرسي يستلزم معالجة جذرية العنف المدرسي أضحى آفة تهدد المدارس وتعصف بأمنها وأجمع العديد من التربويين والمهتمين على أن ظاهرة العنف المدرسي أصبحت من أولى الأوليات التي تستلزم معالجة آنية وجذرية وذلك بتظافر جهود كل الشركاء المعنيين. مشيرين إلى أن الظاهرة نتاج لاختلالات بنيوية مختلفة ومتداخلة سواء من داخل المؤسسات التعليمية أو محيطها. ق.م يرجع السبب الأول للظاهرة في انسحاب جل مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة الحي المدرسة الفضاء الافتراضي الإعلام...) من مسرح العناية والاهتمام بالتلميذ مما أفقده الثقة والأمان وجعله عرضة للسلوكيات الخطرة والمولدة للخطر.. وأصبح جهاز التحكم في مساره بين أياد منحرفة ويتباين مستوى العنف داخل المؤسسة حسب المحيط الاجتماعي والأخلاقي الذي تتواجد به المؤسسة. بعد سلسلة من الحوادث التي عرفتها بعض المؤسسات التعليمية طغى الحديث من جديد حول ظاهرة العنف المدرسي فما هي الأسباب الرئيسية للظاهرة؟ ثم ماهي أهم العوامل المساعدة على تفشي مثل هذه السلوكيات رغم أن هناك اقتراحات عديدة لمعالجة الآفة لذا نود طرح الحلول الكفيلة لحماية المنظومة التعليمية من ظاهرة العنف المدرسي الذي ينخر بنية المؤسسة ويؤثر سلبا على جودة التعليم.. استعمال وسائل خطيرة عبر المدارس يعتقد على نطاق واسع أن العنف في المدارس أصبح مشكلة خطيرة في العقود الأخيرة في كثير من البلدان عندما تستخدم الأسلحة مثل السكاكين. ويشمل العنف المدرسي العنف بين طلاب المدارس وكذلك اعتداءات الطلاب جسديا على موظفي المدرسة. العنف المدرسي قد يكون عنفا بين الأستاذ والتلميذ أو بين التلميذ والتلميذ أو بين هذا الأخير والجهاز الإداري أو بين التلميذ والمؤسسة باعتبارها كبناية وتجهيزات ممكن أن تتعرض للعنف بعض الممارسات والضغوط المادية والمعنوية التي يتعرض لها التلميذ ومنها : العنف الجسدي العنف الجسدي هو استخدام القوة العضلية على أعضاء الجسم بشكل متعمد اتجاه التلاميذ من أجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية بهم كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى أضرار نفسية وفيزيائية لهم كما أنه قد يعرض حياة الآخرين للخطر ومن الأمثلة على العنف الجسدي: الضرب بالأيدي أو الأدوات اللطم الرفس أو الركل بالأرجل الدفع الخنق الحرق أو الكي بالنار. العنف النفسي العنف قد يتم من الناحية النفسية من خلال عمل ما أو الامتناع عن القيام بعمل معين وهذا وفق مقاييس مجتمعية ومعرفة علمية بالضرر النفسي وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل التلميذ أو الطفل مؤذى مما يؤثر على وظائفه السلوكية والوجدانية والذهنية والجسدية تختلف ليل نهار ونسمع في كل يوم العنف الأسري والعنف ضد المرأة والعنف الديني والعنف المدرسي وغيرها من مصطلحات تحت نفس المفهوم .لذا يمكن السؤال هنا: هل العنف المدرسي والمتمثل ب(العنف من قبل المعلمين تجاه التلاميذ أو من قبل التلاميذ تجاه المعلمين او من قبل التلاميذ تجاه بعضهم البعض) هي إحدى الوسائل ضمن الفلسفة التربوية التي من خلالها يمكن بناء الجيل الجديد؟ إن مفهوم العنف هو عكس مفهوم التربية وذلك لأن التربية هي بناء الإنسان وتكوين ملامحه النفسية وكسبه الثقة بالنفس وتكوين مفهوم ايجابي تجاه الذات واتجاه الآخرين. إما العنف فمن تعاريفه:- كما عرف في النظريات المختلفة: هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين قد يكون الأذى جسمياً أو نفسيا. فالسخرية والاستهزاء من الفرد وفرض الآراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة. لقد أصبحت مدارسنا تنوء بأعباء كثيرة يعرفها الجميع ولكن الوقوف واتخذ موقف المستسلم من الانهزام وليس من حكم الطبيعة البشرية والتفاعل فيما بين البشر من واجبات الإنسان المسلم أولا وجزء من الشعور بالمسؤولية اتجاه الفرد والمجتمع ثانياً لذا ومن خلال معايشتي اليومية للواقع التربوي كوني تربوي ومن خلال الواجب الملقى على عاتقي وشعوري بأن الجيل الجديد اخذ يتجه نحو انحرافات لم نكن نسمع بها سابقا. العنف التواصلي يقصد بالعنف التواصلي: التأثيرات السلبية التي يتعرض لها التلميذ أثناء الفعل التعليمي وأثناء تواصله داخل الفصل مع التلاميذ أو مع الأستاذ داخل المؤسسات التعليمية فالغالب على طرق التدريس التقليدية في العالم غياب الحوار بين العناصر المكونة للمنظومة التعليمية إذ يصبح اللاحوار عنف تواصلي يعني أن التلميذ لا يستطيع التعبير عن أفكاره وأطروحاته وتصوراته مما يجعل من الصعب عليه تقبل الآخر (الأستاذ أو الإدارة) مما يزيد في تفشي هذا السلوك داخل الفصل الدراسي هو ضيق الوقت وكذلك الكم على مستوى المناهج والمقررات الدراسية. حلول ممكنة للحد من الظاهرة - تأهيل الكادر التعليمي وتطوير مهاراته التربوية - تعديل المناهج الدراسية وتهيئتها للاستيعاب. - توفير أخصائي نفسي وآخر اجتماعي في كل مدرسة للتخلص من مشاكل الطلاب الخاصة. - تعديل القانون التعليمي أو استحداث بند فيه يقضي بضرورة تجريم العنف بكل أشكاله داخل الحرم المدرسي - تجهيز المدارس بالأدوات والأجهزة الخاصة بالجانب التطبيقي. - إيجاد صندوق تربوي يختص بدراسة حالات التلاميذ الأشد فقراً وتقديم المساعدة المادية لهم . - حسن اختيار مدراء المدارس كجهة رقابية مباشرة على سير العملية التعليمية دون معوقات. - وجود رقابة مركزية تشرف على سير العملية التربوية بعيداً عن العنف.