الجزائر تتوفر على ثروات هائلة غير مستغلة.. هل تعطي السِّياحة الإيكولوجية دفعا للاقتصاد الوطني؟ ظهرت فلسفة السياحة الإيكولوجية في العالم الغربي في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ثم انتقل هذا المصطلح إلى العديد من الدول وأصبحت السّياحة الايكولوجية مصدر دخل اقتصادي مهم جداً لها حيث أنها استطاعت أن تستغل الظروف الطبيعية والبيئية وما تحتويه من مناظر خلابة وعناصر مناخية متنوعة في النهوض بالقطاع السّياحي فيها وبالتالي جعلت السّياحة متاحة للجميع ولم تعد مقتصرة على النخب الاجتماعية المخملية كما كانت في السَّابق فالسّياحة الإيكولوجية يمكن أن تغير من الوجه السِّياحي والثقافي وحتى البيئي للجزائر وتعطي دفعاً جديداً للاقتصاد الوطني الذي يعاني على كافة الأصعدة والمستويات. فالعوامل المناخية والبيولوجية التي تزخر بها الجزائر من نباتات وأزهار وأشجار وجبال ووديان وثروات سمكية متنوعة يمكن أن تكون مورداً سياحياً هاماً أن استطعنا التركيز على بناء تنمية بيئية مستدامة ووضع إستراتيجية وطنية سياحية بيئية تقوم على تحويل الكثير من المناطق الغابية والحيوانية المتنوعة إلى محميات طبيعية سياحية كما فعلت الكثير من الدول الإفريقية التي تحتوي على الكثير من المحميات الطبيعية والحيوانية الرائدة عالمياً ومنها محمية كروجر في جنوب إفريقيا والتي تتربع على مساحة تقدر بحوالي 19.485 كيلومتر مربع وتحتوي على آلاف الأنواع من الطيور والأسماك والحيوانات البرية والزواحف أو محمية مساي مارا في كينيا والتي تعد واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في القارة السمراء وقد سميت بذلك تكريماً لشعب الماساي في كينيا. فهذه الدول الإفريقية وغيرها استطاعت استغلال مساحاتها السهلية والغابية الواسعة من أجل إقامة محميات وطنية طبيعية تجلب الملايين من الزوار سنوياً حيث زار محمية كروجر الوطنية مثلاً سنة 2004م أكثر من مليون وربع المليون شخص مثلما يشير إلى ذلك الموقع الرسمي للمحمية كما أن هذه المحميات الطبيعية وتعتبر مورداً اقتصادياً هاماً لتلك الدول بالإضافة إلى أنها تحتوي على العديد من المشاريع السِّياحية الاستثمارية الناجحة المقامة على جزء منها والتي تدر على أصحابها ملايين الدولارات سنوياً. فالجزائر التي تمتلك تنوعاً وغناً ثقافياً وإيكولوجياً وتعتبر صحرائها أكبر ثاني الصحاري في العالم وتحتوي على الآلاف من الطيور والحيوانات البرية المتنوعة زيادة على حدائق طبيعية نباتية خلابة كحديقة الحامة الوطنية وغيرها مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السِّياحية الإيكولوجية في إفريقيا والمغرب العربي طبعاً أن تم استغلال كل هذه الإمكانيات الطبيعية والنباتية والبيئية الضخمة وتوظيفها على الوجه الأمثل مما سيمكن الجزائر من النهوض بالقطاع السِّياحي والاستثماري باعتبار أن قطاع السِّياحة يعتبر في كل دول العالم من أهم القطاعات التي تشهد إقبالاً كبيراً من المستثمرين سواء الخواص أو الأجانب لذلك على وزارة السّياحة أن تعمل على التفكير المستقبلي في استغلال الإمكانيات السِّياحية والبيئية للجزائر وإنشاء البنية التحتية اللازمة لذلك فبلادنا في أمسّ الحاجة حالياً لموارد اقتصادية نظيفة تحافظ على البيئة من جهة وتكون مورداً اقتصادياً ومالياً هاماً لخزينة الدولية من جهة أخرى.