إمكانيات ضخمة للسياحة والاستجمام بالمناطق الرطبة بأم البواقي ولأنه ومن الاهتمامات الرئيسية التي توليها محافظة الغابات لولاية أم البواقي، حفاظا على الأهمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية، فقد عمدت مصالحها بالتنسيق مع مختلف القطاعات المرتبطة بعوالم البيئة، الري والمصالح الفلاحية، إلى إدراج مساحات من المروج والمستنقعات ومخاثات من المياه الطبيعية والصناعية، الدائمة منها والمؤقتة، لتقوم ذات المصالح بالمعاينة قبل أن ترصد المعطى، فتقوم بإحصاء هذه المعالم الطبيعية وموافاة الوصاية المركزية باقتراح تصنيفها إلى مناطق رطبة. وقد توجت المعاينة الرسمية للمناطق المذكورة بالإعلان عن حمايتها، لأنها ذات أهمية عالمية، فضلا عن كونها ملجئا لأعداد كبيرة من الطيور المائية ولأنواع عديدة مهددة بالانقراض، حيث من أصل المساحة الإجمالية للمناطق الرطبة المصنفة وطنيا والمقدرة ب 2.8 مليون هكتارا، منها 160 ألف هكتارا مساحة 11 منطقة رطبة بولاية أم البواقي، منها 05 مناطق رطبة محمية ومصنفة عالميا ضمن قائمة رامسار. * مناطق رطبة مقترحة للتصنيف ويتعلق الأمر بقرعتي، عنق الجمل والمغسل ببلدية بوغرارة السعودي لفجوج، فضلا عن بحيرة بولهيلات بنفس البلدية المقترحة للتصنيف ضمن قائمة "رامسار". تحوز بلدية عين الزيتون على قرعتي والطارف وقليف، والتي تحتوي على أنواع نباتية كثيرة منها أتربلاكس أميلوس، ساليكورنيا فروكتوكوزا مايثولا، إلى جانب توفرها على ثروة حيوانية معتبرة ومتنوعة بين الزواحف، الثدييات والطيور والحشرات، في حين اعتبرت قرعة تمرقنين ضمن المناطق الرطبة المقترحة للتصنيف ضمن قائمة "رامسار" بنفس البلدية. وببلدية أولاد زواي دائرة سوق نعمان، تم تصنيف شط تنسيلت الممتد على مساحة 2154 هكتار، ويعد هذا الشط موقعا قاريا مؤقتا لما له من خصائص فيزيائية وكيميائية بمياهه ونباتاته المالحة، ومنها ساليكوزيا أرابيكا وروبيا ماريتيما وقد تم تصنيفه تحت رقم 1418 بتاريخ 12/12/2004. وتبقى سبخة "الزمول" الواقعة بين ثنايا بلديتي الحرملية وأولاد زواي بمقاطعة عين مليلة منطقة رطبة مقترحة للتصنيف ضمن قائمة "رامسار"، حيث تبلغ مساحتها 7000 هكتارا، وهي بحيرة قارية تتميز بملوحة نبتاتها ومياهها. أما المناطق المقترحة الأخرى، فهي عنق الطويلة ب 150 هكتار وشط المالح ب 100 هكتار وشط الزهار ب 50 هكتار. وأكبر منطقة رطبة مصنفة بأم البواقي، فتتربع على مساحة 33000 هكتار وتقع كما أشرنا بالطارف بلدية عين الزيتون، فضلا عن الثانية الكبرى بمساحة 24000 هكتار بقرعة قليف وتحتل قرعة عنق الجمل ببلدية بغرارة السعودي مساحة تقدر ب 18400 هكتار تليها سبخة الزمول ب 7000 هكتارا. * نشاطات وتأثيرات على المناطق الرطبة سجلت مصالح محافظة الغابات مخاوف بالجملة تستدعي تجسيد مفهوم حماية هذه المناطق الرطبة المصنفة، من ذلك الرعي غير الشرعي والصيد العشوائي، خاصة أثناء مرحلة تكاثر الطيور المائية، مما يولّد هجرة جماعية للطيور. كما يهدد التلوث هذه المناطق جراء رمي الأوساخ والقاذورات خاصة النفايات من مشتقات البناء وكذا زيوت المحركات، كما ينصح بعدم استعمال المناطق الرطبة كمصب للمياه القذرة نتيجة التوسع العمراني، فضلا عن التوسع العشوائي للمحيطات الفلاحية المجاورة للغابات وكذا الحد من إنشاء أراضي فلاحية جديدة مخافة تعرض المناطق للتجفيف. كما يتوجب إصلاح المناطق الرطبة باستمرار للحيلولة دون تقلصها وتدميرها، بشكل يلحق ضررا بيئيا يستحيل استدراكه. * مفهوم الاتفاقية الدولية "رامسار" للعودة إلى كيفية الاهتمام بالمناطق الرطبة في العالم بوجه عام والجزائر العميقة بوجه خاص، فإنه ومنذ القدم عمد الإنسان إلى استغلال المناطق الرطبة في ممارسته لأنشطة تقليدية كالزراعة، تربية المواشي، استخراج الملح والصيد. ومع ازدياد حركة التصنيع والتوسع العمراني الرهيب وتدهور في العلاقة بين الإنسان والأوساط الرطبة التي أدت إلى إتلافها، فقد دفع بالعديد من العلماء والباحثين، وكذا النشطاء في عالم البيئة، إلى التفكير في إنشاء تنظيم يضع حدا لهذه الممارسات العدوانية ضد الطبيعة، مما استوجب سنة 1971 في إيران انعقاد اتفاقية "رامسار" التي كان الهدف منها إنشاء حوار دولي لحماية المناطق في العالم. تعتبر المناطق الرطبة أو الحساسة بيئيا "محمية" وفقا لاتفاقية "رامسار"، أي أنها محمية من أي تدمير قد يقوم به الإنسان وكذا من سوء الاستعمال. تشمل عبارة الأراضي الرطبة حسب اتفاقية "رامسار" المستنقعات، الأنهار، المراعي الرطبة، البحيرات، الدلتا، البساتين، والواحات، الشعب المرجانية، المصبات، المناطق القريبة من الشواطئ، وكذلك تلك التي صنعها الإنسان مثل الخزانات، المليحات وحقول الأرز. وتوجد ليومنا هذا، ما يزيد عن 1651 منطقة تغطي ما يقارب 149.7 مليون هكتار في الكرة الأرضية. قامت العديد من البلدان بتوقيع اتفاقية "رامسار" لحماية الأراضي الرطبة، وتعد الجزائر مصنفة اليوم الثامنة من حيث مساحة الأرضي الرطبة المحمية والأولى من بين جميع بلدان إفريقيا الشمالية. كما تعتبر العديد من الأراضي الرطبة في الجزائر ثمينة، وذلك لقلة الماء العذب في البلاد وبسبب كثرة التنوع البيولوجي الذي يمكن أن يشمل ما يزيد عن 10 أنظم أيكلوجية في منطقة رطبة واحدة. ويوجد في الجزائر اليوم 42 منطقة رطبة واحدة محمية تغطي حوالي 167000 هكتارا، بالإضافة إلى 16 مناطق أخرى التي اعتبرها المسؤولون جديرة بالحماية. بسبب ندرة الأراضي الرطبة الجزائرية، فإنه من المهم جدا لأسباب بيئية، إيكولوجية وسياحية، أن تتم حماية هذه الأراضي من سوء الاستعمال والتدمير. وعلى سبيل المثال، فإن قرعة الطارف وهى ملحية، واحدة من مواقع "رامسار" الجزائرية التي تستعملها الطيور بصفة منتظمة كل فصل شتاء قبل أن تهاجر لموطنها. إن أكثر ما يهدد هذه الطيور في قرعة الطارف، هو التلوث الناتج عن سوء معالجة المياه. * طيور مهاجرة من كل مكان هذا ما جعل من محافظة الغابات لولاية أم البواقي القيام بالأبحاث ووضع برامج لحماية المناطق الرطبة التي تستقطب مختلف الأصناف المهددة بالانقراض، والتي منها على سبيل المثال النعام الوردي، الكركي، أبو الساق الأبيض، البلشون الأرجواني والهدهد وشهرمان.. حيث أحصت المحافظة ذاتها سنة 2005 ما يقارب 45000 طير مهاجر، يشمل 28 صنفا. وبالمقارنة مع الإحصاء الشتوي لجانفي 2008، تم تسجيل 20296 طير مهاجر يحتوي على 17 صنفا، وكذا التأكيد على ضرورة القيام بدراسات لتقييم التأثير البيئي لكل المشاريع الاستثمارية والتي تقام في المناطق الهامة للطيور أو بجوارها، مع الاهتمام الخاص بالطيور وبيئاتها. كما تعمل مختلف مصالح المحافظة على وضع المناطق الهامة للطيور، والتي لا تقع ضمن محميات معلنة، والتي يمكن إدارتها كمحمية طبيعية في إطار شبكة المحميات ضمن المناطق الرطبة، إضافة إلى تشجيع مخططات الحماية للمحميات الطبيعية التي تعتبر ملاذا أمنا للطيور. كما عمدت محافظة الغابات عبر مختلف الخرجات الميدانية عبر أقاليم الولاية، إلى تنشيط الوعي البيئي وتشجيع الجهود الرامية لحماية المناطق الرطبة والطيور بشكل خاص، وبمشاركة الطلبة والجمعيات وكل فئات المجتمع، قصد حمايتها وتثمينها كمكسب للسياحة البيئية المستديمة، وكذا للحد من تأثير الأنشطة الضارة مثل الصيد والتلوث على المناطق الهامة للطيور. كما تسعى بالتنسيق مع الجهات الوصية، إلى إنشاء حزام أخضر من خلال غرس أشجار حول محيط المناطق الرطبة لتحقيق التنوع البيولوجي، يسمح بتكاثر أصناف الطيور المهاجرة في وسط ملائم. * سياحة بيئية وأضرارها تهدد المناطق الرطبة السياحة البيئية أو السياحة الطبيعية، هي تلك النوع الترفيهي والترويحي عن النفس والذي يوضح علاقة ارتباط السياحة بالبيئة. فهي سياحة تعتمد على الطبيعة في المقام الأول بمناظرها الخلابة، لذا نجد أن الأنشطة التي ترتبط بالسياحة البيئة تتمثل في: الصيد البري للطيور والصيد البحري للأسما . وأهم عنصر تقوم عليه السياحة البيئية، هو عدم إحداث إخلال بالتوازن البيئي الناتجة عن تصرفات الإنسان، والتي تكون متمثلة في تصرفات السائح في حالة السياحة البيئية وما قد يحدثه من تلوث فيها. ومن هنا، ظهرت علاقة أخرى، ولكن بين السياحة البيئية ككل وبين مفهوم التنمية المستدامة، حيث تعتبر التنمية إحدى الوسائل للارتقاء بالإنسان. ولكن ما حدث في العديد من المناطق الرطبة في الجزائر هو العكس تماماً، حيث أصبحت التنمية على حساب هاته المناطق إحدى الوسائل التي ساهمت في استنفاذ مواردها وإيقاع الضرر بها، بل وإحداث التلوث فيها، ومنها الصيد المفرط والرعي الجائر. هذا، ويسعى طاقم محافظة الغابات من أعوان ومهندسين إلى تكثيف المتابعة الميدانية والمستمرة لرصد كل المعطيات، كما وكيفا، بخصوص الوضعية الإيكولوجية للمناطق الرطبة المحمية ومدى التأثيرات الناتجة عن النشاطات المؤثرة بشكل أو بأخر على المواقع، فضلا عن الاهتمام والعمل ضمن جهاز مكافحة مرض أنفلونزا الطيور، علما أنه تم إحصاء نهاية 2007 أزيد من 200 ألف من الطيور المائية، حيث لم تسجل أية حالة، وتعبر ذات المناطق خالية من أعراض المرض، من خلال الفحوصات التي أجريت على عدد كبير من الطيور أين تحط الرحال عبر محطاتها بشكل إجباري، خاصة المهاجرة منها. كما تسجل المصلحة المذكورة إضافة إلى نشاط الثروة الغابية التشجير ومكافحة التصحر والأمراض والطفيليات، فضلا عن التدخلات ضد الاستغلال المسيء والمخل بالمحيط الأخضر والمائي. يشار أن محافظة الغابات لولاية أم البواقي خصصت رقما هاتفيا موضوعا تحت الخدمة، من أجل استقبال المكالمات للتبليغ عن أي تجاوز تجاه المحيط الأخضر ويتعلق الأمر ب : 032422717، إضافة إلى موقعها الإلكتروني "mailto: هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته " "_blank" هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته الكفيل بإطلالة وتسليط الضوء على مجمل الأنشطة، وكذا تسهيل المعلومة للباحثين والطلبة الجامعيين بغية التواصل بهدف ترقية البحث العلمي في مجال خدمة المحيط والمحافظة عليه.