قالت مصادر سورية إن عدد القتلى الذين سقطوا في مظاهرات حمص الأحد وكذا ليلة الاثنين قد ارتفع إلى 14 شخصا على الأقل كما أصيب نحو خمسين عندما أطلقت قوات الأمن النار خلال تشييع جنازة شاب قتل في مظاهرة سابقة. كما خرجت مظاهرات غاضبة في كل من بانياس واللاذقية ودرعا بعد يومين على وعود الرئيس بشار الأسد بإصلاحات لا يبدو أنها نجحت في تخفيف الغضب الشعبي. وكان شهود عيان قد تحدثوا في وقت سابق عن سقوط أربعة قتلى في بلدة تلبيسة الواقعة قرب مدينة حمص وفي حي باب سباع بالمدينة ذاتها. ونقلت رويترز عن شاهد عيان أن إطلاق الأمن النار على المشاركين في جنازة أحد المحتجين حوّل التشييع إلى مظاهرة على طريق سريع خارج تلبيسة. وأكد الناشط السياسي السوري محمود عيسى أن أصوات الرصاص دوّت في كل أنحاء حمص طوال الليلة قبل الماضية، في حين أكد شهود لوكالة رويترز أنهم شاهدوا دبابات تنتشر في أنحاء تلبيسة، وذكرت قناة "الإخبارية" السورية أن أحد عناصر قوات الأمن قُتل وأصيب 11 جراء إطلاق النار في حمص. في الوقت نفسه شهدت عدة مدن أبرزها بانياس واللاذقية ودرعا مظاهرات غاضبة، حيث تقول رويترز إن هذه المظاهرات شهدت ترديد هتافات أكثر عداء للرئيس الذي كان تعهد السبت برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ نحو 48 عاما فضلا عن مطالبته الحكومة الجديدة القيام بخطوات إصلاحية. ففي اللاذقية خرجت مظاهرة ليلية بالشموع عقب تشييع متظاهر قتل بطلق ناري قبل يومين. وقال شهود إن المتظاهرين انطلقوا من أمام جامع خالد بن الوليد باتجاه منطقة الصليبة وهم يهتفون "واحد واحد واحد.. الشعب والجيش واحد" في حين نقلت مواقع على الإنترنت صورا ليلية لمسلحين يطلقون النار على المتظاهرين بالمدينة. كما دعا آلاف المحتجين إلى الإطاحة بالأسد في جنازة أخرى ببلدة حراك (33 كلم شمال شرقي مدينة درعا جنوبي البلاد) لتشييع الجندي محمد علي رضوان القومان الذي يعتقد أقاربه أنه تعرض للتعذيب على أيدي قوات الأمن لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين. أما في العاصمة دمشق ومدينة السويداء وبانياس ومعظمية الشام في ريف دمشق، فقد خرج آلاف المتظاهرين في مسيرات حاشدة جددوا خلالها مطالبهم بالحرية والإصلاح. وقد جاءت هذه المظاهرات استجابة لنداءات أطلقها ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت تدعو إلى استئناف الاحتجاجات تزامنا مع الذكرى ال65 للاستقلال. في الوقت نفسه نفى نقابيون من محافظة درعا وجود عصابات مسلحة خلال المظاهرات, وقالوا في بيان إن جميع القتلى سقطوا برصاص أجهزة الأمن وقناصتها. يُذكر أن الاحتجاجات بدأت في مدينة درعا بعد اعتقال صِبية نقشوا شعارات تنادي بالحرية على جدران مدرسة قبل أكثر من شهر، وانتشرت المظاهرات في أنحاء واسعة من البلاد مستلهمة الانتفاضات الشعبية في دول عربية أخرى. وتنقل رويترز عن جماعات لحقوق الإنسان أن أكثر من مائتي شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات وأن العدد يتزايد, في حين يزعم الأسد إن "سوريا مستهدفة في مؤامرة؟" وتقول السلطات إنها ضبطت أسلحة مهربة من الحدود مع كل من العراق ولبنان.