أصبح شعار ''الشعب يريد إسقاط النظام'' هو المطلب الرئيسي لدى السوريين، حيث شارك الآلاف في مظاهرات عمت المدن الكبرى للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ليزيد الوضع سوءا في البلاد، وذلك عقب يوم واحد من ''خطاب تصالحي'' ألقاه الأسد وعد فيه بحزمة إصلاحات إضافية أولها رفع حالة الطوارئ خلال أسبوع واحد فقط· ولكن يبدو أن ''الخطاب التصالحي''، لم يأت بالنتيجة التي كان يرجوها الأسد، بل جاءت نتيجته عكسية تماما، حيث شهدت محافظة حمص ومناطق مجاورة لها وسط سوريا احتجاجات عنيفة أسفرت عن وقوع 20 قتيلا و100 جريح من المحتجين وعناصر الأمن والجيش نتيجة اشتباكات دامية بينهم· وفي تطورات جديدة للوضع ميدانيا، قالت مصادر سورية، أمس، إن 14 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب نحو خمسين في حمص عندما أطلقت قوات الأمن النار خلال تشييع جنازة شاب قتل في مظاهرة سابقة· كما خرجت مظاهرات غاضبة في كل من بانياس واللاذقية ودرعا بعد أقل من يومين على وعود الرئيس بشار الأسد بإصلاحات لا يبدو أنها نجحت في تخفيف الغضب الشعبي·ومن المقرر أن يتم تشييع ضحايا حمص في وقت لاحق، علما بأن شهود عيان كانوا قد تحدثوا في وقت سابق عن سقوط أربعة قتلى في بلدة تلبيسة الواقعة قرب مدينة حمص وفي حي باب سباع بالمدينة ذاتها· ونقلت ''رويترز'' عن شاهد عيان أن إطلاق الأمن النار على المشاركين في جنازة أحد المحتجين؛ حوّل التشييع إلى مظاهرة على طريق سريع خارج تلبيسة· وأكد الناشط السياسيمحمود عيسى في اتصال مع ''الجزيرة''، أن أصوات الرصاص دوّت في كل أنحاء حمص طوال الليلة الماضية، في حين أكد شهود لوكالة ''رويترز'' أنهم شاهدوا دبابات تنتشر في أنحاء تلبيسة، وذكرت قناة ''الإخبارية'' السورية أن أحد عناصر قوات الأمن قُتل وأصيب 11 جراء إطلاق النار في حمص· وفي الوقت نفسه، شهدت عدة مدن أبرزها بانياس واللاذقية ودرعا مظاهرات غاضبة، حيث تقول ''رويترز'' إن هذه المظاهرات عرفت ترديد هتافات أكثر عداء للرئيس الذي كان تعهد السبت الماضي برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ نحو 48 عاما· وفي السياق ذاته، دعا آلاف المحتجين إلى الإطاحة بالأسد في جنازة أخرى ببلدة حراك (33 كلم شمال شرقي مدينة درعا جنوبي البلاد) لتشييع الجندي محمد علي رضوان القومان الذي يعتقد أقاربه أنه تعرض للتعذيب على أيدي قوات الأمن· أما في العاصمة دمشق ومدينة السويداء وبانياس ومعظمية الشام في ريف دمشق، فقد خرج آلاف المتظاهرين في مسيرات حاشدة جددوا خلالها مطالبهم بالحرية والإصلاح· وجاءت هذه المظاهرات استجابة لنداءات أطلقها ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت تدعو إلى استئناف الاحتجاجات تزامنا مع الذكرى ال65 للاستقلال·من ناحية أخرى، حملت رابطة الحقوقيين السورية وسائل إعلام عربية ودولية مسؤولية ما يحصل في سوريا، وقالت إنها ستقاضي هذه الوسائل في سوريا وفي بلدانها· وأكد عضو مجلس إدارة الرابطة المحامي فيصل سرور ''إن بعض الفضائيات عملت على تضخيم الأحداث وتلوين الأخبار بما يوحي بالمصداقية وهو بعيد عنها وبريء منها''، مضيفا أن ''الرابطة تعمل على جمع القرائن والأدلة لتقديمها إلى الجهات القضائية المختصة في سوريا وفي البلاد التي تنطلق منها هذه الفضائيات''·