ذكر شهود عيان في سوريا أن مظاهرات عارمة وقعت في العديد من المناطق والمدن، ضمن ما يعرف ب"جمعة الشهداء" للمطالبة بالإصلاح الديمقراطي بالبلاد، وقد واجهت الشرطة المتظاهرين في بعض الأحيان بالرصاص، كما في بلدة دوما قرب دمشق، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. ونقل مراسلون صحفيون نقلا عن شهود عيان وعدد من الناشطين الحقوقيين أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص سقطوا في بلدة دوما برصاص قوات الأمن التي استعملت الرصاص الحي والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، فيما أصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة. وذكرت وكالة أنباء رويترز نقلا عن نشطاء أن المئات خرجوا إلى الشوارع في أنحاء دمشق وفي مدينتي اللاذقية وبانياس الساحلي والقامشلي الحسكة ودرعا والصنمين وأنخلن وغيرها، مشيرين إلى أن قوات الأمن السورية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وذكرت رويترز استنادا إلى مصادرها أن مئات الأشخاص تظاهروا في شمال شرق سوريا التي يشكل الأكراد أغلبية السكان فيها وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق الحريات. وفي ذات الصدد صرح الناشط رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان "رافض" لوكالة الأنباء الفرنسية أن "مئات الأشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا "700 كلم شمال شرق دمشق"، مطالبين بإطلاق الحريات"، وأشار إلى أنها"المرة الأولى التي تجري فيها مظاهرات" في هذه المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 15 مارس المنصرم. وأضاف ذات المصدر أن المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها "نحن دعاة الحرية لا دعاة الجنسية فقط" وهتفوا "الله سوريا وحرية وبس" و"سلمية سلمية"، وقال أن قوات الأمن لم تتعرض لهم إلا أن بعض سائقي الدراجات ''موالين'' قاموا باستفزاز المتظاهرين مما دعاهم إلى التفرق تفاديا للانزلاق إلى وقوع صدامات. وبحسب ذات المصدر فقد تظاهر نحو مئتي شخص في مدينة الحسكة "600 كلم شمال شرق دمشق" أين قام الأمن بتفريقهم بدون حدوث اعتقالات. من جهته ذكر شاهد عيان من درعا أن الجيش منع المتظاهرين الذين خرجوا من الجامع العمري نحو وسط البلد من التقدم، لكن دون وقوع أعمال عنف، مشيرا إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات من قبيل "الجيش والشعب يد واحدة". كما ذكر شاهد عيان آخر أن مظاهرتين خرجتا في مدينة حمص، الأولى مؤيدة للرئيس الأسد خرجت من جامع خالد بن الوليد وتجمعت قرب ساحة الجامع، بينما خرجت مظاهرة ثانية مناهضة للرئيس السوري من جامع النوري في المدينة متوجهة إلى ساحة الساعة، لكن قوات الأمن فرقت المظاهرة التي شارك فيها عدة مئات من المتظاهرين. وفي الجنوب، قال شاهد عيان لمراسل شبكة ''سي آن آن'' الأمريكية أن الآلاف خرجوا من مدينة أنخل في محاولة للوصول سيراً على الأقدام إلى مدينة الصنمين، وسط حشود أمنية كثيفة، في حين خرجت مسيرات أخرى في بلدتي جاسم والصنمين. ولفت الشهود في أنخل أن الجيش لم يطلق النار باتجاه المتظاهرين عندما اجتازوا أحد حواجزه بطريقهم إلى الصنمين. ومن درعا، قال أحد المتظاهرين إن الجموع خرجت من الجامع العمري بطريقها إلى الساحة الواقعة قبالة قصر العدل، وقد واجهتها قوات الأمن بقنابل الغاز، لكن المحتجين واصلوا السير حتى وصولهم إلى الساحة.