كشف أعضاء تنسيقية جميعات أحياء منطقة جرمونة في عريضة المطالب التي أرسلوها إلى السلطات المحلية والولائية أن 19 ألف نسمة من سكان جرمونة في خراطة بولاية بجاية يعيشون أزمة ماء الشروب منذ الاستقلال وتتعقد أمورهم أكثر عند حلول فصل الصيف، وحذر نشاط التنسيقية أن ينفجر الوضع بهذه البلدية بالنظر إلى أن سكانها لم يعد باستطاعتهم الصبر أكثر مما صبروا عليه· ا· ماسينيسا وحمل هؤلاء كامل المسؤولية لرئيس المجلس الشعبي البلدي، وحسبهم فإن هذا الأخير تسبب في إقصاء المنطقة وحرم سكانها من مستلزمات الحياة، مشيرين بالخصوص إلى أزمة ماء الشروب التي تتمكن السلطات المحلية من إيجاد مخرج للأزمة وتزويد السكان من منبع "تالة أوغانيم" وتدعيم الخزان المائي الكائن بقرية "أحاكف" من القناة الرئيسية بالعنصر "أزقزا" من خلال إنجاز محطة جديدة تتسع ل 500 م3، هذا المشروع القطاعي الذي أنجز بتكلفة مالية تفوق ال 17 مليار سنتيم، غير أن التغطية به لم تبلغ سوى 40 بالمائة من حاجيات سكان خراطة من المياه الصالحة للشرب، وعليه طرحت التنسيقية المشكلة مجددا أمام السلطات المحلية ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وطالبت من والي الولاية الإسراع إلى إيجاد حل عاجل لأزمة المياه التي تعيشها المنطقة قبل حلول فصل الصيف وشهر رمضان المعظم· وجاء في عريضة مطالب تنسيقية جمعيات أحياء جرمونة أن المشكل الثاني المعاش يتمثل في انعدام شبكة الصرف الصحي بكل من قرى بومزراق، برادمة، بوقرجوح، ثبوداوين، أخروب، تعوينين، تازعرورت، اغيل نطاهر،اغيل املان، تالة نتقرا، بوغزران وخشخاش وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة سكان المناطق المذكورة، وكشف نشطاء التنسيقية أنهم اشتكوا مرارا وتكرارا لدى السلطات المحلية والولائية قصد الإسراع للاستجابة إلى مطالبهم، غير أن لاحياة لمن تنادي، وذكر أحد أعضاء التنسيقية أن المسؤولين المحليين من بينهم رئيس البلدية والدائرة وكذا والي الولاية وعدوهم بحل مشاكلهم من خلال برمجة مشروع قطاعي ضخم لإنجاز شبكة الصرف الصحي، غير أن تلك الوعود لم تجسد ميدانيا، وكشف خير الدين عمران رئيس البلدية المستقيل أن أمام ضعف الأغلفة المالية الممنوحة للبلدية في إطار المخطط البلدي للتنمية والمقدر ب 2.8 مليار سنتيم لا يمكن الاستجابة لمطالب سكان30 قرية وبالتالي أصبح من الصعب جدا التكفل باحتياجات سكان البلدية أمام العجز المالي المعاش، وقال إنه سبق وأن دق أبواب كل المديريات التنفيذية بالولاية من أجل الظفر ببعض الإعانات المالية غير أنه لم يتمكن من ذلك وهو الأمر الذي صعب عليه مهمة الاستجابة لحاجيات القرى المذكورة من المشاريع التنموية· طرقات القرية في حالة يرثى لها طرح سكان قرى جرمونة مشكل آخر يتمثل في تدهور وضعية الطرقات التي تربط بين مقر البلدية وبين مختلف القرى، وعليه طالب هؤلاء السكان رئيس البلدية ورئيس المجلس الشعبي الولائي بتقديم لهم الدعم المطلوب قصد إعادة تهيئة الطريق البلدي الرابط بين قرية "برادمة" ببلدية تاسكريوت، معتبرين أن في حالة إنجاز هذا الطريق سيفك الخناق على الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين سطيفوبجاية الذي يشهد اختناقا كبيرا طوال أيام السنة، وبالتالي سيحل المشكل المطروح، إلى جانب هذا يطالب نفس السكان المسؤولين المشاركين في الاجتماع بالنظر في كيفية فتح مسالك جديدة عبر المناطق الريفية والجبلية وذلك لفتح المجال أمام سكانها من أجل العودة لاستغلال أراضيهم الفلاحية، وقال أحد المواطنين إن تدعيم منطقتهم بالمشاريع التنموية سيحفز بقية السكان على العودة من جديد إلى ديارهم، كما ستشجع التفاتة السلطات التخفيف من ظاهرة النزوح الريفي، وهي المبادرة التي انتهجها أعضاء المجلس الشعبي البلدي عند انتخابهم على رأس المجلس الشعبي البلدي لكنهم اصطدموا بمشكل ضعف الأغلفة المالية المتحصل عليها مما صعب عليهم تجسيد برنامجهم العملي رغم مرور أربع سنوات من الانتخابات المحلية لسنة 2007· قاعة العلاج ينتظرها السكان بفارغ الصبر على صعيد آخر جدد سكان قرية "برادمة" مطلبهم أمام رئيس المجلس الشعبي الولائي والمسؤولين المحليين من أجل مساعدتهم على إنجاز قاعة للعلاج على مستوى القرية، وكشف أحد أعضاء التنسيقية المعاناة الحقيقية لسكان المنطقة التي يعيشونها طوال أيام السنة، حيث يضطرون في كل مرة إلى نقل مرضاهم على الأحمرة إلى قاعة العلاج الكائنة بمنطقة اغيل املان 5 كلم، وفسر أعضاء آخرون الوضع بالكارثي في ظل تدهور الطرقات وغياب وسائل النقل· كشف مواطن من قرية برادمة أنه فقد زوجته وهي حامل، مشيرا إلى أنه لم يجد أي وسيلة لنقلها إلى مصلحة الولادة بمستشفى خراطة· وقال مواطن آخر لم يتمكن من نقل شقيقه الذي افترسته الذئاب في إحدى ليالي الشتاء وتعذر عليه الاتصال بمصالح الحماية المدنية في غياب وسائل الاتصالات، وأمام هذا الوضع المعاش ألح سكان برادمة على المنتخبين الحاضرين على ضرورة إنجاز قاعة للعلاج، وقد قبل مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية فكرة تهيئة وتصليح مسكن وظيفي بالمدرسة الاتبدائية وتحويله إلى قاعة للعلاج ووعد بتدعيمها بالأجهزة الطبية، إضافة إلى توظيف ممرض يقطن بالمنطقة حتى يسهر على تقديم الخدمات العلاجية لسكان المنطقة··