يُنتظر أن يعيش سكان عدد من البلديات الواقعة بالمدية، خصوصا المعنية بالتزوّد بالماء الشروب من سدّ كدية أسردون، هذا الصّيف كارثة أزمة العطش كحال السنوات السابقة، وستطال الأزمة مجدّدا عددا من البلديات الجنوبية المصنّفة ضمن منطقة الهضاب العليا التي تضمّ 25 بلدية بولاية المدية، حيث تزداد الوضعية تعقيدا كلّما حلّ فصل الحرارة الشديدة أين تزداد الحاجة المُلحّة إلى قطرة ماء، وهذا حسب المعلومات المستقاة من سكان هذه المناطق. ومن البلديات المتضرّرة شلالة العذاورة الواقعة جنوبالمدية على بعد نحو 90 كلم، والتي تحتلّ الصدارة في النّقص الفادح لهذه المادة الضرورية للحياة، ولكون الماء لم يعد يزور حنفيات سكان هذه البلدية مقرّ الدائرة إلاّ مرّة كلّ شهر ولمدّة لا تتجاوز الساعة وبمعدّل لتر واحد ل 10 أفراد كلّ يوم، وهي كمّية غير كافية لتلبية حاجيات السكان. وحسب العارفين بهذا الملف، فإن هذه الدائرة التي يسكنها قرابة 30 ألف نسمة يرجع سبب عدم تزوّد سكّانها بالماء الشروب إلى اهتراء وتآكل قنوات شبكة توزيع الماء، وأن الجزائرية للمياه أرجعت المشكل إلى الفوضى الحاصلة على مستوى شبكة التزوّد بالماء داخل الأحياء. وحسب مصادر »أخباراليوم« فقد إنتفض السكان ولعدّة مرّات جرّاء أزمة العطش، كان آخرها في سنة 2004 أين تمّ حرق مقرّ البلدية والدائرة ومصلحة الضرائب بصفة كلية، ما جعل المسؤول الأوّل على مستوى الولاية يقف شخصيا على هذا المشكل لطمأنة السكان بأنه سيتمّ إيجاد الحلول في الأسابيع القريبة، وهو ما يعني إيجاد حلّ نهائي لأزمة العطش بهذه البلدية بطريقة تزويد المنطقة من عين أمّ الريش التابعة لولاية المسيلة خلال طرح القضية في دورة المجلس الشعبي الولائي في المدّة الأخيرة. لكن الملاحظ وبعد أكثرمن شهرين، أن السكان لازالوا تحت وطاة العطش وارتفاع درجات الحرارة التي تصل في بعض الأحيان إلى 47 درجة مئوية. علما أن هذه البلدية تتوفّر على 9 مناقب و7 خزّانات مائية وثروة باطنية هائلة قد تكفي لتزيد أكثر من 80 ألف نسمة يوميا بالماء، إلاّ أن سكان شلالة العذاورة لازالوا يستأجرون صهاريج الماء بأثمان مرتفعة تتراوح بين 1000 و1500 دج للصهريج الواحد حسب ما وقفنا عليه صيف العام الفارط، فيما يلجأ البعض الآخر من ذوي الدّخل الضعيف إلى الينابيع الطبيعية المتواجدة على ضفاف المدينة مستعملين في ذلك الحمير. ونفس الوضعية المأساوية لازالت تعيشها بلدية قصر البخاري التي تتزوّد بالمياه الصالحة للشرب من منطقة البيرين التابعة لولاية الجلفة على مسافة تقدّر ب 98 كلم تضيع نسبة تفوق ال 54 ٪ لتعرّض الأنبوب الموصل إلى عمليات التخريب من طرف الرّعاة على وجه الخصوص. كما أن سكان قرية الحراكة الواقعة على أطراف بلدية بوڤزول يعيشون نفس الأزمة نظرا للانعدام التام لمادة الماء الشروب، حيث يضطرّ السكان إلى التنقّل يوميا إلى البلديات المجاورة للتزوّد بهذه المادة الحيوية كبلدية سبت عزيز، ونفس الحال يعيشه سكان الزدارة التي تبعد عن بلدية بوڤزول بنحو 6 كلم أين يضطرّ كذلك العديد من موالي المنطقة إلى بيع ماشيتهم لعدم تمكّنهم من توفير الماء لها. حيث ناشد سكّان الجهة السلطات الوصية بتوفير مناقب مائية بهذه المناطق التي أصبحت طاردة للسكان، لتمتدّ بذلك عدوى العطش إلى بلديات كلّ من بني سليمان، تابلاط والسواقي أين عبّر سكّانها وفي عديد الشكاوَي عن تذمّرهم من هذه الوضعية التي أصبحت بمثابة حلم صعب المنال. وفي انتظار الإنتهاء من مشروع ربط نحو 13 بلدية من بلديات ولاية المدية ال 64 بالماء من سدّ كدية أسردون بالبويرة بأقصى شرق بلديات المدية وإلى غاية بلدية بوڤزول بأقصى جنوب الولاية، فإن سكان هذه المناطق سيتنفّسون الصعداء بحكم وتيرة سير الأشغال بها على قدم وساق. ويبقى سكان البلديات السالفة ينتظرون بفارغ الصبر تطليق الصهاريج وبالثلاث.