حنان قرقاش شهد صالون التشغيل والمقاولة ال5 المنظم خلال يومي 19 و20 من شهر افريل الجاري، إقبالا كبيرا من طرف الشباب في يومه الأول، هذا الصالون الذي يأتي في طبعته الخامسة هذه المرة، موجه بصورة أساسية للشباب الراغب في إنشاء مؤسسته الخاصة، على ضوء الإجراءات والتدابير الجديدة التي اتخذها رئيس الجمهورية فيما يتعلق بدعم تشغيل الشباب في الجزائر، بتقديم العديد من التسهيلات، والإجراءات التي من شانها توفير مناصب شغل للشباب، ومساعدته على تحقيق ذاته، من خلال توفير الإمكانيات اللازمة له، ومرافقته في سبيل إنشاء مؤسسته الاقتصادية، ومن خلالها خلق مزيد من مناصب الشغل لفئات أخرى من الشباب. كما يسعى الصالون في طبعته الخامسة أيضا إلى التقريب ما بين الشباب الجامعي المتخرج أو المؤهل الحاصل على تكوينات مهنية أو حرفية في فروع مختلفة، وبين المؤسسات الاقتصادية والتجارية المتعددة، الباحثة عن المهارات والكفاءات الشبانية، وخلق قنوات حوار وتواصل مباشرة، ما بين الشباب طالبي العمل وممثلي أو مسيري هذه المؤسسات الاقتصادية، بما يخدم الطرفين، ويجعلهم أكثر تقاربا وانسجاما، ومعرفة لكليهما باهتمامات وتصورات الآخر في عالم الشغل. شباب كثيرون اقبلوا على الصالون منذ الساعات الأولى لانطلاقه صبيحة الثلاثاء، وبدا الشباب الجامعي، أكثر المهتمين بما عرضه الصالون، وكذا أجنحة مختلف المؤسسات الاقتصادية والشركات العمومية، والمخابر الصيدلانية، وشركات الاتصالات، وغيرها، ولم يقتصر إقبال الشباب من الجنسين، على العاصمة فحسب، بل قدم إلى الصالون شباب من ولايات أخرى كتيزي وزو وبجاية مثلا، منهم المتخرجون حديثا، ومنهم من لا زالوا بصدد إتمام دراساتهم الجامعية. "أخبار اليوم" ومن خلال طوافها بمختلف أجنحة الصالون، لاحظت الاهتمام المتزايد لدى عدد كبير من الشباب، الذين كانوا يبحثون عن كل ما يتعلق بفرص التشغيل في أكثر من 30 مؤسسة عارضة، اختلفت دراساتهم ومجالات اختصاصهم، واختلفت المناطق التي قدموا منها، ولكنهم اجتمعوا حول هدف واحد، منصب عمل قار، يضمن لهم مستقبلا مشرقا، يتلاءم مع دراساتهم ومؤهلاتهم، لاسيما في ظل ما سمعوا عنه من أخبار كثيرة، حول التسهيلات المقدمة للشباب مؤخرا في مجال التشغيل، والدعم لإنشاء مؤسسات خاصة، والتسهيلات الكبيرة كالقروض والمرافَقة وغيرها، الأمر الذي من شانه ان يجعل شبح البطالة يبتعد نوعا ما عن أحلامهم وطموحاتهم ومخططاتهم المستقبلية. وقد اقتربنا في هذه الجولة من عدد من الشباب ذكورا وإناثا، من بينهن شابة قادمة من ولاية بجاية، رفقة 30 شابا آخر من ولايتها يدرسون "مناجمنت"، وقد قامت بوضع سيرتها الذاتية لدى عدد من المؤسسات الاقتصادية الخاصة، غير أنها قالت إنها لم تتلق شروحا كافية عن مناصب الشغل التي يمكن لتلك المؤسسات توفيرها، ولا إمكانيات إيجادها أو الاختصاصات المطلوبة، وان ما يقوم به بعض ممثلي المؤسسات العارضة، هو تقديم شروح حول المؤسسة عامة، وكذا خطة عملها. وعلى الرغم من أنها لا زالت تتابع دراستها، إلا أنها قالت إنها تهتم بشكل كبير بفرص إيجاد منصب شغل يتلاءم واختصاصها، وهي تأمل أن تجد من هنا إلى وقت تخرجها، منصب عمل قار. شاب آخر قال انه وضع إلى حد الآن، ومنذ انطلاق الصالون في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا، 3 نسخ عن سيرته الذاتية، لدى بعض المؤسسات التي صادفها تتلاءم وطبيعة اختصاصه الدراسي في الأشغال العمومية، ورغم انه متخرج سنة 2009، وعمل في مكتب دراسات لفترة قصيرة، إلا انه حاليا بدون عمل، ويأمل أن يجد في هذا الصالون ما يصبو إليه. نفس الرأي شاطره إياه شاب قدم من ولاية تيزي وزو، اختصاصه الدراسي هندسة ميكانيكية، متخرج أيضا منذ نحو عام، وقال انه قدم من تيزي وزو خصيصا لحضور هذا الصالون، وتقديم سيرته الذاتية، لدى المؤسسات المشاركة، التي يتلاءم عملها واختصاصه الدراسي، وكان يحمل في يده نسخا كثيرة عن سيرته الذاتية، ولم يكتف بنسخة واحدة، معقبا انه لا يمكن معرفة من أين يمكن أن تأتي نتيجة ايجابية، وان عليه استغلال كل الفرص المتاحة أمامه. وبدا أن فكرة تقديم نسخ عن السيرة الذاتية إلى ممثلي المؤسسات المشاركة مباشرة، قد راقت للعديد من الشباب، الذين قالوا أنها فرصة حقيقية لتقريبهم من هذه المؤسسات، في الوقت الذي قد لا يتمكنون فيه في الظروف العادية حتى من مجرد المرور عبر البوابة الرئيسية لتلك المؤسسة، ورغم الأعداد الهائلة من السير الذاتية المطروحة على مستوى مختلف الأجنحة، إلا أن ذلك كان عاملا مشجعا أكثر للشباب، في إمكانية حصولهم على منصب شغل مستقبلا، ولعل ما شجع الشباب أكثر هو معرفتهم من خلال منظمي الصالون أن الطبعة الماضية فقط قد عرفت توافد أكثر من 20 ألف زائر وساهمت في توفير حوالي 2000 منصب شغل، مع تسجيل إيداع ما لا يقل عن 25 ألف سيرة ذاتية لعدد هام من الشباب من حاملي الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى أولئك الذين يملكون تكوينات مهنية مختلفة وأصحاب المستوى الدراسي المتوسط أو المنعدم، كما أكد المنظمون أنهم يتوقعون أن يصل عدد مناصب الشغل التي بالإمكان توفيرها من خلال هذه الطبعة إلى المئات، في ظل المشاركة القوية والمتميزة لحوالي 30 مؤسسة عارضة، أبدت اهتمامها الكبير بالبحث عن كفاءات ومهارات وكذا طاقات شبانية جديدة لتوظيفها وتكوينها بما يتلاءم وطموحاتها في السوق الاقتصادية المحلية والعالمية مستقبلا. * لعل ما شجع الشباب أكثر هو معرفتهم من خلال منظمي الصالون أن الطبعة الماضية فقط قد عرفت توافد أكثر من 20 ألف زائر وساهمت في توفير حوالي 2000 منصب شغل، مع تسجيل إيداع ما لا يقل عن 25 ألف سيرة ذاتية لعدد هام من الشباب من حاملي الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى أولئك الذين يملكون تكوينات مهنية مختلفة وأصحاب المستوى الدراسي المتوسط أو المنعدم.