أكد المدير العام للتشغيل على مستوى وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي «سعيد عنان»، أن «الجزائر لا تشهد نقصا في مناصب الشغل، بل أن طالبيه كثر سواء كان ذلك من طرف المؤسسات أو من طرف الشباب»، مشيرا إلى أن وتيرة التوظيف لا تزال ترتفع من سنة إلى أخرى، وقال «نحن لا نضيع مناصب شغل في الجزائر بل إننا في وضعية خلق مناصب شغل آمنة ومستقرة ونوعية وترقية مجالات الشغل». وأوضح «عنان»، الذي حل ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أمس، أن الدولة تعمل على تلبية حاجيات السوق المحلية، وذلك من خلال مقاربة اقتصادية ترتكز على إنشاء مناصب شغل مستقرة وذات نوعية بالاعتماد أولا على التكوين لأنه السبيل الوحيد لصقل إمكانيات الشباب الراغب في الحصول على العمل، والتعامل في مرحلة ثانية مع ظاهرة تنامي طلبات الشغل بالنظر إلى ما يحفز المؤسسات الاقتصادية من تدابير لتشغيل أكبر قدر ممكن من الشباب المتخرج من الجامعات ومراكز التكوين. كما نفى المدير العام للتشغيل بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي فشل السياسة المجسدة في بعض أجهزة التشغيل ببلادنا، مؤكدا أنها تمر بفترة تميزها مراحل خماسية أولاها كانت تتعلق بالعودة إلى النمو الاقتصادي، والثانية تتعلق بدعم النمو الاقتصادي، أما الثالثة فتتميز بتوطيد النمو الاقتصادي وتنميته. وأضاف ذات المتحدث بأن مصالح التشغيل قد أعادت النظر في طرق توظيف الشباب المتحصل على الشهادات، حيث تم استبدال عقود ما قبل التشغيل بعقود إدماج حاملي الشهادات والتي تتلاءم أكثر مع حاجات المؤسسات، مشيرا إلى أن نتائج هذا الإجراء مقنعة تماما، حيث تم توفير 100 ألف منصب في العام الماضي من خلال هذا الإجراء. وكشف «عنان» بخصوص تشبع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر من ناحية التشغيل وعدم قدرتها على استقبال موظفين جدد بسبب صغر حجم نشاطها الإنتاجي، أن برنامج إعادة التأهيل الذي تستفيد منه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سيسمح بإدماج عدد أكبر من العمال وطالبي الشغل، وهو ما يعتبر فرصة كبيرة لأصحاب الشهادات الذين سيمثلون دعما آخر للمؤسسات من أجل إنتاج سلع وخدمات ذات نوعية وتنافسية. من جهة أخرى أكد ذات المسؤول دعم وكالة تشغيل الشباب الأفكار الإنتاجية المبتكرة للطلبة الجامعيين، بحيث سجلت مجهودا كبيرا في هذا المجال، وذلك من خلال إنشاء عدد من القنوات لمرافقة الطلبة ومحاولة الاستماع إليهم فيما يتعلق بإنشاء مؤسسات صغيرة ذات أفكار إبداعية جديدة، كما أن الوكالة تحصي عددا معتبرا من ملحقاتها في مؤسسات جامعية، وقد سجلت هذه السياسة اهتماما واسعا من الطلبة لهذه المرافقة، وهو الإجراء الذي أصبح يزداد مع كل صالون أو أبواب مفتوحة للجمهور. وعن نسب مساهمات الشباب في المشاريع الجديدة التي تمولها وكالة دعم وتشغيل الشباب قال «عنان» أنه قد تم تخفيض نسبة مساهمة الشباب إلى 5 بالمائة بالنسبة للمشاريع التي تكلف نصف مليار سنتيم بعدما كان يناهز 20 بالمائة، موضحا أن الغاية هي إقحام الشاب في المشروع وتحسيسه بالمسؤولية عن أية مخاطرة وهو ما يعطي عادة نتائج جيدة. وكشف ضيف القناة الثالثة عن آخر الإجراءات التسهيلية التي تم اعتمادها في الوكالة، وهي حذف رسوم تسجيل المشروع والتي كانت تقدر ب 1700 دينار جزائري ابتداء من الثاني من جانفي الحالي، مؤكدا أنه بإمكان الوكالات التي أنشأت في كامل ولايات الوطن أن تقود قاطرة التشغيل في الجزائر وتحقق الأهداف المسطرة والتي ترمي إلى إنشاء 30 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة.