لم تكن المشاركة في مسيرات يوم أمس التي دعت إليها كلّ من حركة "الماك" والحركة من أجل التغيير والديمقراطية لترقى إلى مستوى توقّعات منظّميها الذين استغلّوا فرصة الاحتفال بالذّكرى ال 31 للربيع الأمازيغي من أجل الترويج لأفكارهم ومبادئهم التي فشلت في إيجاد مكانة لها في المجتمع القبائلي· حيث شارك صبيحة أمس زهاء ال 200 شخص في مسيرة "الماك" وأغلبهم من الطلبة الجامعيين المنخرطين في تنظيم المغنّي فرحات مهني الدّاعي إلى استقلالية منطقة القبائل عن باقي التراب الوطني· وكان عدول المواطنين عن المشاركة في المسيرة صفعة أخرى لدعاة المقاطعة وتأكيدا من سكان المنطقة على تمسّكهم بالوحدة الوطنية رغم تأييد فكرة التغيير والرّقي بالوطن· من جهتهم، نظّم مناضلو حزب الأرسيدي مسيرة سلمية في نفس الشارع الذي قطعته المسيرة الأولى وهو شارع لعمالي أحمد بوسط مدينة تيزي وزو، وصولا إلى مقرّ البلدية القديم· مسيرة التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية لم تكن لتتميّز عن سابقتها نظرا للعدد القليل من المشاركين الذين رفعوا العلم الوطني ودعوا إلى المشاركة في تغيير النّظام، موجّهين شعارات لاذعة وانتقادات شديدة اللّهجة للمسؤول الأوّل على قطاع الثقافة بولاية تيزي وزو السيّد ولد علي الهادي متّهمين إيّاه بتلقّي الرشاوى والفساد السائد بالقطاع مطالبين الجهات المعنية بضرورة الوقوف في وجهه· كما دعا المشاركون إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل ترسيم اللّغة الأمازيغية وتعميم تدريسها على القطر الوطني، وكذا العمل بجدّ على إنجاح مشروع تدريسها· ومن جهتها، قوّات الأمن انتشرت بكثرة في شوارع مدينة تيزي وزو لتأطير المسيرات، وكذا تغطية الأنشطة الثقافية الأخرى التي تمّت برمجتها من أجل الاحتفالات المزدوجة بذكرى الربيع الأمازيغي لسنة 1980، وكذا أحداث الربيع الأسود التي تعود إلى مطلع الألفية الجارية، والتي أدخلت منطقة القبائل في دوّامة من الإنزلاقات الخطيرة التي عادت بالسلب على التنمية المحلّية على جميع الأصعدة وجعلت الولاية تحتلّ ذيل الترتيب على المستوى الوطني من حيث تنفيذ البرامج التنموية التي لم تعرف الطريق إلى ذلك إلاّ انطلاقا من سنة 2005·