خرج، أمس، زهاء 1000 متظاهر بمدينة تيزي وزو في مسيرة دعت إليها حركة "الماك" (الحركة من أجل استقلال القبائل) في إطار الإحتفال بالذكرى 29 للربيع الأمازيغي. المسيرة التي انطلقت في الساعة الحادية عشرة صباحا من جامعة "مولود معمري" مرورا بالشارع الرئيسي لمدينة تيزي وزو وصولا إلى مفترق الطرق بوسط المدينة، لم تجلب إليها كثير انتباه ولم يعبأ بها الشارع، انضم إليها بعض مناضلي جبهة القوى الإشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحركة العروش وأساتذة اللغة الأمازيغية. في حين غاب رئيس "الماك" المغني "فرحات مهني" المتابع قضائيا. وقد رفع المتظاهرون شعارات مطالبة بترسيم الأمازيغية، منددة بالسلطة التي "همشت مطالبهم المتمثلة في معاقبة الذين تسببوا في مقتل 126 شابا أثناء أحداث الربيع الأسود". وقد عرفت المسيرة التي جرت في جو من الهدوء، تعزيزات أمنية حول المؤسسات العمومية والأمنية خاصة مقر الولاية تحسبا لأي انزلاق يمكن أن يحدث. وخلافا لما كان معهودا في المسيرات التي تنظم بمدينة تيزي وزو في مثل هذه المناسبات، لم يفلح منظمو المسيرة في استقطاب الشارع القبائلي، إذ كان عدد المشاركين في هذه المسيرة محتشما جدا (1000 شخص) مقارنة بما سبقها من مسيرات، إذ لم تقفل محلات مدينة تيزي وزو أبوابها ولا الإدارة، باستثناء جامعة مولود معمري. وحتى دقيقة الصمت التي وقفها منظمو المسيرة لم تحترم من قبل الشارع. وقال بعض الذين تحدثت إليهم "اليوم"، إن مطالب الحركة "مبالغ فيها، كونها لا تطالب بلا مركزية منطقة القبائل بل بانفصالها عن الجزائر"، مشيرين في ذلك إلى غياب العلم الوطني ورفع مكانه علما يحمل ألوان الأزرق والأخضر والأصفر وعليه صليب أمازيغي. واعتبر البعض أن موقف الآرسيدي الذي رفع العلم الأسود بدل العلم الوطني للتعبير عن الحداد أهون مما قامت به حركة "الماك"، معتبرين أن الأمر لو كان متعلقا بلامركزية منطقة القبائل لرفع العلم الوطني. وقال آخرون إن المسيرة مجرد استعراض إعلامي، هدفه استقطاب وسائل الإعلام والفضائيات الأجنبية الغربية لا غير، مشيدين في ذات الوقت بموقف السلطات الأمنية التي تركت المتظاهرين يعبّرون عن موقفهم وتركتهم لحكم الشارع الذي تجاهل خطابهم "المستهلك". وبحسب مواطني تيزي وزو، فإن الزيارة الأولى من نوعها التي قام بها الرئيس بوتفليقة إلى تيزي وزو كان لها وقعها في نفس الشارع القبائلي، خاصة خطابه الذي أكد فيه أنه "لا وجود لجزائر دون منطقة القبائل". وأضاف محدثونا متسائلين "هل ترضى فرنسا بانفصال كورسيكا عن فرنسا الأم، وهل ترضى أمريكا بانفصال الهنود الحمر"، متهمين حركة "الماك" بالابتعاد عن مشاكل وهموم منطقة القبائل والتنعم بالراحة والعيش في الخارج بعيدا عن معاناة أهل المنطقة.