تميزت الاحتفالات بالذكرى ال31 للربيع الأمازيغي بتيزي وزو، أمس، بتنظيم مسيرتين، الأولى من تنظيم أنصار فرحات مهني ''الماك''، والثانية لأعضاء التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية جناح الأحزاب، في حين غابت عن الساحة العناصر النشطة في الحركة البربرية، فيما اقتصر البرنامج المسطر من قبل الدولة على أنشطة فولكلورية. صنع مناضلو الحركة الداعية للحكم الذاتي لمنطقة القبائل ''الماك''، أمس، الحدث من خلال تنظيم مسيرة سلمية بشوارع مدينة تيزي وزو، تخليدا لمرور 31 سنة على أحداث الربيع الأمازيغي، شارك فيها مئات المواطنين أغلبيتهم شبان. ورفع أنصار حركة ''الماك''، التي يترأسها المناضل السابق في الأرسيدي والحركة البربرية، فرحات مهني، أعلاما غير العلم الوطني ولافتات وشعارات، طالبوا من خلالها بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل، ونددوا بالسلطة وبممارساتها. هذه المسيرة انطلقت من جامعة حسناوة بتيزي وزو باتجاه المقر السابق لبلدية تيزي وزو، مرورا بشارعي لعمالي أحمد وعبان رمضان. ولوحظ في هذه المسيرة لأنصار ''الماك'' أن أغلبية المشاركين فيها من الشبان ومن الجنسين. كما نظم أنصار حركة فرحات مهني مسيرة مماثلة ببجاية، شارك فيها حوالي 300 طالب جامعي، انطلقت من جامعة تارفة أوزمور في اتجاه مقر الولاية، حيث انتهت بتجمع كبير، قال خلاله أحد الأعضاء البارزين في التنظيم إن هدفهم هو بناء دولة تتمتع بالحكم الذاتي وبالحرية السياسية ولا تخضع لسلطة حكومة أويحيى وبوتفليقة. وقال المتحدث، الذي يشغل منصب عضو المكتب الوطني، إن دولة الحكم الذاتي ستكون ''لائكية''. وبرر المتدخلون غياب فرحات مهني بكثرة نشاطاته الدبلوماسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تدوم من 12 إلى 21 أفريل الجاري، وعقده، كما قالوا، ''اجتماعات مع أعضاء من مجلس الشيوخ والأمانة العامة للأمم المتحدة من أجل إقناعها''، حسب تصريح وزع على الحضور، ''بضرورة مساعدته على تنظيم استفتاء حر حول الحكم الذاتي بمنطقة القبائل''. ودعا فرحات مهني، عبر التصريح الذي وزع على المواطنين، أنصاره إلى الإيمان بأفكاره، وأضاف أن ''التغيير في الجزائر قريب''. المسيرة الثانية التي نظمها أعضاء التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية انطلقت هي الأخرى من جامعة حسناوة بتيزي وزو باتجاه مقر الولاية، رفعت خلالها الشعارات المطالبة برحيل النظام السياسي بالبلاد. وفيما يخص نسبة المشاركة في هذه المسيرة فإنها كانت أقل عددا من أنصار ''الماك''. وتميزت الاحتفالات بذكرى أحداث أفريل 1980 هذه السنة بانسحاب نشطاء الحركة الثقافية البربرية من الساحة، فاسحين المجال للدولة من خلال مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، التي يديرها المناضل السابق في ''الأم سي بي''، الهادي ولد علي، بتسطير برنامج مكثف بالأنشطة الفولكلورية، الأمر الذي جعلنا نقتنع بأن السلطة قد دجنت منطقة القبائل التي لم تعد تلك المنطقة الثائرة في وجه النظام، وذلك بعد مضي 12 سنة على خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه بتيزي وزو حيث صرح: ''من بعيد كنت أراكم كبارا، لكنكم أقزام سأزيل انتفاخكم''.