خيبة أمل كبيرة بين المشاهدين.. ** * كاميرات خفية مخدومة .. وبعض الاجتهادات الموفقة انتهى شهر رمضان الفضيل وعادت مختلف القنوات الفضائية الجزائرية العامة والخاصة لتبث شبكة برامجية عادية بعد أن اجتهدت في رمضان بشبكات برامجية وحصص مختلفة على أمل استقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين في خضم تنافس شرس غلبت عليه الرداءة التي جعلت المشاهد يشعر بخيبة أمل كبيرة.. وكما هو الحال لرمضان كل سنة غذت برامج مختلف القنوات التلفزيونية النقاش على شبكات التواصل الاجتماعي وبين محترفي السمعي البصري وهو إنتاج يتميز بتقديم برامج ترفيهية محل انتقاد ومسلسلات ذات استحسان متباين. واقترحت معظم القنوات التلفزيونية خلال هذا الشهر برامج الكاميرا الخفية والتي وإن ابتعدت نوعا ما هذه السنة عن التهويل التي اشتكى منها المشاهدون خلال السنوات السابقة تبقى محتفظة بنوع من العنف الذي يظل مثيرا للقلق حسب العديد من المشاهدين الذي يرون فيها خطرا على صغار السن. وعلاوة على مضمونها العنيف في غالب الأحيان اتهمت العديد من البرامج بالغش من خلال تواطؤ الذين يضعون الفخ وضيوفها زيادة على كونها تصور وضعيات مهينة. وقد افتقدت هذه الحصص الجد المنتظر الاحترافية بالنظر إلى عدد البرامج المقترحة بحسب الصحفية المختصة في الميدان ضاوية خليفة التي تعتبر أن الكاميرا الخفية التقليدية بحاجة إلى التجديد والابتعاد عن الترعيب. وتجمع الآراء سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو على بلاتوهات التلفزيون على التأسف لغياب الوجوه البارزة للكاميرا الخفية مثل محمد خان وأحمد حمدان وبلقاسم حجاج وحتى الراحل حاج رحيم الذين تركوا بصمة لا تزول. وترك السكاتش الشربة العتيق بشكل تدريجي المكان للسيت كوم والمسلسلات الهزلية الصغيرة ذات محتوى خفيف التي يتم بثها وقت الذروة وقد لقي البعض منها رواجا لدى الجمهور. ويتعلق الأمر بصفة خاصة ب باب الدشرة من اخراج وليد بوشباه الذي جمع بيونة ومحمد بوشايب وبن عبد جلاب وكذا بوقرون وهي سلسلة من إخراج ريم غزالي والتي يجمع اقتباسها ما بين عاشور العاشر والملحمة غايم أوف ثرون وكذا مسلسلات أخرى مثل عنتر ولد شداد و دار جدي و بنات اسي وكذا دار لعجب . غير أن العديد من هذه البرامج التي تتلاقى في انتقاء الأدوار أو في الفكرة تكشف ركاكة في الحوار والسيناريو وهو نقص يبرره مؤلفو السيناريوهات بقلة الوسائل المالية الممنوحة للإنتاج. أما بالنسبة للجزء الثاني من السهرة فقد رحب المشاهدون والملاحظون بإجماع بمسلسل الخاوة في فصله الثاني والذي أخرجه التونسي مديح بلعيد والذي يستمر في احداث ثورة في مفهوم المسلسل الجزائري. التقدم الآخر الملاحظ هو الأماكن المختارة لتصوير بعض الانتاجات والتي بدأت في ابراز المؤهلات السياحية والتراثية للجزائر على غرار عنتر ولد شداد الذي تم تصوير جزء منه بقصر الباي في قسنطينة و باب الدشرة الذي يبرز قرى السكن التقليدي. حضور مفرط للإشهار من جهة أخرى يتحدث الجميع من محترفين ومشاهدين عن الحضور المفرط للإشهار قبل وخلال وبعد كل برنامج. هذه الظاهرة التي تفاقمت أكثر هذه السنة أدانها المخرج المشهور بأعماله الرمضانية الناجحة جعفر قاسم الذي أشار أيضا إلى تدخل المعلنين في عمل المخرجين. نفس الملاحظة سجلها حميد بن عمرة الذي أوضح أن أصحاب الرعاية المالية أصبحوا تقريبا منتجين يتدخلون في المضمون والشكل . كما ندد هذا الناقد ب التهافت الجماعي و الجنوبي لجميع القنوات التلفزيونية نحو إنتاج كل هذا الكم من الصور في وقت وجيز. السينما والمسرح يقتحمان الشاشة الصغيرة شهد الإنتاج التلفزيوني لشهر رمضان 2018 مشاركة العديد من وجوه الفن السابع الجزائري في المسلسلات وسيت كوم على غرار جزء من أبطال فيلم الوهراني (2013) مثل الياس سالم وايدير بن عيبوش وجمال بارك الذين التحقوا بالجزء الثاني من المسلسل الناجح الخاوة وهو الشأن كذلك بالنسبة لخالد بن عيسى الذي تقمص عدة أدوار في الكثير من الانتاجات أو مريم مجكان وأميرة هيلدا ونبيل عسلي. وفيما يخص السينمائيين فإن المخرج والموثق الفرانكو-جزائري -الحائز على العديد من الجوائز عن فيلميه الفدائي و قنديل البحر - داميان وانوري تعاون مع المخرجة والممثلة عديلة بن ديمراد في اخراج سيت كوم دار الدروج الذي لعب فيه كل من أنية لوانشي وشهرا زاد كراشني وأمين منتصر. كما سجلت بعض وجوه الفن الرابع حضورها على الشاشة خلال هذا الشهر الكريم مثل الكاتب المسرحي والمخرج محمد شرشال الذي وقع على سيناريو سلسلة تلفزيونية بمشاركة الكوميدية صبرينة قريشي وحرية بهلول وبن عبد الله جلاب اضافة إلى عبد القادر جريو الذي عزز تجربته في العديد من الانتاجات خلال هذا الشهر. وترى الضاوية خليفة أن العديد من البرامج حققت نجاحا باستغلال الطاقات المبدعة في المسرح ومنح ثقة أكبر للمخرجين والسينمائيين الشباب .