عادة ما تغتنم بعض النسوة ممن عوّلن المحافظة على بعض العادات التقليدية موسم جز الصوف من اجل التزود ببعض الكميات بغرض استعمالها في صناعة الافرشة التقليدية، وبما أن موسم الجز عادة ما يكون في أواخر فصل الربيع، سارعت اغلب النسوة إلى اقتنائها بكميات معتبرة ولكل هدف فمنهن من تعول على تجهيز ابنتها ببعض الافرشة على غرار مطارح الصوف التي تعد الرفيق الدائم لأي عروس جزائرية على الرغم من منافسة شتى أنواع المفروشات العصرية التي تعرضها السوق لتلك الافرشة التقليدية، ومنهن من تقتنيها بغرض تجهيز البيت بالمطارح أو الوسادات. ولم تغنيهن عنها بعض الشوائب التي علقت بالصوف كثروة حيوانية على غرار شكاوى البعض من الحساسية وكذا الغبار العالق بجلودها التي باتت تنعدم في اغلب الأسر، وهناك القليل من النسوة من لازلن يلتزمن بها ويعتبرنها أساس الافرشة في المنزل فمن لا تمتلك "مطارح" الصوف تعتبر بيتها خاوية، سيما وان أنواع الافرشة الأخرى عادة ما تنعدم جودتها كمطارح "البونج"، التي تبتعد عنها الكثير من النسوة بالنظر إلى قصر مدة صلاحيتها وتأثير مادتها على الجسم على خلاف الافرشة المعتمدة على الصوف والتي لا تفنى صلاحيتها فهي ثروة منزلية لا تضاهيها ثروة أخرى تنفع في تجهيز كامل البيت. وقد توافد مؤخرا الكثير من باعة الصوف على مختلف الأحياء الشعبية بالعاصمة كما عرضوا سلعهم بمحاذاة بعض الأسواق وعرفوا تهافتا منقطع النظير من طرف النسوة تزامنا مع موسم الأعراس وافتتاح موسم الحر، وما زاد من كثرة الإقبال هي الأسعار المعقولة التي عرضت بها الصوف والتي لا تتعدى 100 دينار للكيلوغرام الواحد وهو السعر الذي رأته النسوة ملائما على خلاف ما كان عليه الأمر في السابق بحيث كان يصل السعر إلى 150 دينار جزائري، وما أتاح لهن فرصة تلك الأسعار المنخفضة هو تزامن عرضها وموسم جزها والذي عادة ما يكون في أواخر الربيع مما حفزهن على اقتنائها بكميات معتبرة. اقتربنا من بعض النسوة لرصد آرائهن حول استمرار بعض ربات البيوت في اقتناء الصوف قالت السيدة وريدة أنها تعزم على التزود ب30 كيلوغراما من الصوف بغرض استعمالها في تجهيز البيت من حيث الوسادات وأضافت أنها اكتسبت الهواية عن أمها التي لا تقنع إلا بجلب كميات هائلة من الصوف، واغتنمت في ذلك انخفاض أسعارها في هذه الآونة المتزامنة مع موسم جزها وقالت أنها تهواها على الرغم من الجهد الكبير الذي تتطلبه عملية غسلها والذي لا تقوى عليه الكثيرات من نساء اليوم إلا أنها رأت أنها ثروة لا يمكن الاستغناء عنها من حيث تجهيز البيت بالافرشة. أما السيدة ليلى فقالت انه على الرغم من الشوائب التي لفقت للصوف كمادة أولية استعملتها ولازالت تستعملها اغلب النسوة إضافة إلى المنافسة التي تطالها من الافرشة العصرية، إلا أن الصوف تبقى الحاضرة الأولى في اغلب البيوت الجزائرية، وبيت من دون أفرشة من صوف لا ترى أنها بيتا مجهزا تجهيزا كاملا لتضيف أنها تعزم على اقتناء كمية معتبرة من اجل تجهيز ابنتها التي سوف يعقد قرانها في هذا الصائفة، من حيث الافرشة والوسادات. مما يؤكد أن مادة الصوف لازلت ملازمة لأغلب العائلات الجزائرية بدليل التزام اغلب العرائس بأخذ أفرشة مصنوعة من تلك المادة الأولية التي تعد ثروة مهمة وجب المحافظة عليها وعدم تضييعها.