تجهيز العروس من الأمور التي تؤرق أهلها طيلة فترة الخطوبة إلى يوم زفافها، و تحتل المجوهرات، الملابس التقليدية و الجاهزة الصدارة، إلى جانب المفروشات من أغطية و زرابي والأفرشة المصنوعة من الصوف لا تقل أهمية هي الأخرى في جهاز العروس• تعتبر أفرشة الصوف المعروفة بمنطقة سطيف ب ''المطارح'' من الأساسيات في جهاز العروس السطايفية هذا النوع من الأفرشة يعتمد أساسا في صناعته على صوف الغنم البيضاء كمادة أولية، وصناعة المطارح من الحرف الموروثة عن الأجداد، فقليل هم الذين يتقنونها لكن ليست حكرا على جنس دون الآخر، فقد تتقنها المرأة كما يتقنها الرجل ، غير أن هذه الحرف ترتكز أساسا على القوة البدنية والجهد العضلي لذا نجد معظم الناشطين رجال دون الجنس اللطيف• تمر صناعة المطرح بمراحل عديدة بداية من اختيار الصوف ذات الجودة العالية ثم غسلها بمساحيق خاصة فندفها وطرقها بعصي للتخلص من الشوائب العالقة بها، بعدها تنتف بشكل جيد و يضاف لها بعض المواد المعقمة والمعطرة، كالكافور والعنبر ومساحيق الغسيل، بغرض إضفاء روائح زكية و تفادي الحشرات، وبالتالي الحفاظ على صلاحيتها لأطول فترة ممكنة• أما نوع القماش يختار من الحرير الخالص والمعروف عند أصحاب الحرفة باسم ''الكمخى'' و يحاك على شكل كيس بطول 02 متر و عرض 80 سنتمتر و بسمك 20 سنتيمتر لتأتي بعدها عملية حشو الصوف داخل الكيس الحريري بمهارة عالية و تقنيات لا يعرفها إلا أهل هذه الحرفة، حيث قادتنا جولتنا إلى السيد ''سي الخير'' صاحب محل لصناعة الأفرشة الصوفية وتحدثنا معه على طريقة صناعة فراش من الصوف حيث قال ''العملية تبدو بسيطة في مجملها إلا أن في مضمونها تتم بتقنيات واحترافية عالية بأنامل مصقولة على هذه الصنعة• ويتراوح وزن المطرح الواحد ما بين 14 إلى 17 كلغ ويستغرق إنجازه من يوم إلى يومين، أما عن تكلفته فتخضع لنوعية القماش ووزن الصوف المستعمل، وعلى ذلك فيتراوح سعر المطرح الواحد ما بين 8الاف إلى 10الاف دينار جزائري فالبر غم من غلاء سعر هذا النوع من الأفرشة و ثقل وزنها إلا أن العائلات السطايفية تفضلها في جهاز العروس على الأفرشة الحديثة رغم جودتها و صنعها بتكنولوجيا متطورة، و يرجع السر في ذلك إلى تمسك العائلات بكل ما هو تقليدي أصيل أصالة المنطقة•