لا تكف المحلات التجارية عن التسابق لجلب اكبر عدد من الزبائن، وذلك من خلال استقبال الزبون أحسن استقبال، وتوفير المنتوجات التي يحتاج إليها حتى لا يتجه إلى محل آخر، وأحيانا محاولة إغرائه بخفض الأسعار، خاصّة إن تواجدت في نفس الحي محلات كثيرة تبيع نفس المنتوج، ولعل الديكور عامل أخرى قد يهمله بعض التجار، ولكنه يساعد على جلب الزبائن، وجعلهم يتعلقون بالمحل، ويدفعهم إلى الاتجاه إليه في كل مرة، وهو ما أكده لنا سليم بوراوي، وهو مصمم ديكوارت، او "ديزاينر" ولكن قبله اتجهنا إلى بعض أصحاب المحلات لنسألهم عما إذا كانوا يستشيرون هؤلاء المصممين قبل أن يغيروا شيئا في ديكور محلاتهم، ولكننا لم نعثر على واحد يفعل، اجمعوا على أنّ ذلك ليس هاما، لأن الجزائريين برأيهم، لا يهتمون إلاّ بالأسعار، وربما بالنظافة في أحسن الأحوال، أما أن يكون الديكور جميلا، أو الألوان جذابة فلا يهتم لها كثيرا، كما أنّ بعض التّجار قالوا لنا أنهم قادرون لوحدهم على أن يفعلوا، وأن تصميم ديكور المحل لا يحتاج إلى فنيات عالية، خاصّة وأنها محلات عادية، لا توجد في مناطق سياحية. في البداية اتجهنا إلى محل "الوردة البيضاء" بالقبة، وهو بائع ملابس نسوية، سلعته كلها آتية، حسب ما قاله لنا، من البلدان الأوروبية، وكان الديكور جميلا، لكنه من تصميم علي، وهو صاحب المحل الذي قال لنا انه يملك ثلاثة محلات اشرف على ديكوراتها كلها هو بنفسه، ولم يستعن بأحد، وقال لنا أنّ النتيجة استحسنها المواطنون جميعا. من جهة أخرى مررنا بمطعم "الفنانة" بدالي إبراهيم، والذي وجدنا فيه محسن الذي يشرف على كل شيء، قال لنا انه لم يفعل، او لم يحضر مصمما قبل أن ينجز مشروع المطعم، ولكنه بالمقابل استعان برسام، وهو صديق له درس الفنون الجميلة، اقترح عليه الألوان، والتي يجب أن تثير شهية الزبائن، ولكن محسن لم يكن ليحضر مصمما لو لم يساعده صديقه، قال أنّ جودة مأكولاته ونظافة المكان والخدمات المقدمة، كلّ ذلك من شأنه أن يجلب له زبائن يكثر، أمّا فيما يتعلق بالديكور، فيقول أنه ليس ضروريا أن يكون رفيعا، بل إن المواطنين، يقول، يخشون الديكورات الجميلة، خوفا من أن تكون فيها الأسعار باهظة. عند حديثنا مع مصمم الديكورات سليم، قال أن الديكور فن قائم بذاته، وانه ليس شيئا ثانويا، إلا أن الجزائريين، يقول، لا يهتمون به، ولكن اختيار الألوان بين الأصفر والأحمر التي توضع في محلات الأكل او المطاعم، وبين الأزرق او الأبيض التي يجب ا ن تطلى بها المدارس، وغيرها من الألوان المناسبة للمستشفيات والإدارات وحتى قاعات الانتظار، كلها تحتاج إلى دراسة، أما الديكور، يقول، فشيء آخر، من حيث انه يحتاج إلى دراسة هو كذلك، حتى لا يكون الزبون في المطعم، مثلا، منزعجا وهو يجلس في كرسي، وما هي الأشياء التي تقابله، وغير ذلك من الديكورات، أمّا في أوروبا، يضيف سليم، وفي البلدان السياحية خاصّة، فإن التاجر يكون على درجة من الوعي أن يطلب فيها من المصمم أن يصمم له ديكورا كما يشاءه هو، بمعنى أن يصمم له صالونا عربيا او أوروبيا، او تقليديا او حديثا، وغيرها من التصاميم التي توجد في كتب مخصصة لكلّ فئة من المحلات.