أردوغان ب خطاب النصر : النتيجة انتصار لكل الشعوب المقهورة ** أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفَن رسميا فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد عقب حصوله على أغلبية الأصوات. ق.د/وكالات قال غوفَن في مؤتمر صحفي تم احتساب ما يقرب من 97.7 في المئة من النتائج والأصوات المتبقية لن تؤثر على النتيجة . وأشار إلى أن الأحزاب التي استحقت دخول البرلمان هي العدالة والتنمية و الشعب الجمهوري و الشعوب الديمقراطي و إيي و الحركة القومية و السعادة . غوفَن أكّد أن اللجنة تحرص على إبلاغ الأحزاب السياسية التركية بالنتائج المدرجة على نظامها الخاص بالانتخابات فور وصولها. وأوضح غوفّن أن إجمالي عدد الناخبين داخل تركيا هو 56 مليونا و322 ألفا و632 ناخب وفي الخارج 3 ملايين و47 ألفا و323 ناخبا. وبيّن أن إجمالي عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في البعثات التركية في الخارج والمعابر الحدودية بلغ مليونين و25 ألفا و666 ناخبا. ومن المقرر أن تُعلن اللجنة عن النتائج النهائية في 29 جوان الجاري. وشهدت تركيا الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تجاوزت نسبة المشاركة فيها 88 بحسب نتائج أولية غير رسمية. وأظهرت النتائج الأولية حصول مرشح تحالف الشعب للرئاسة رجب طيب أردوغان على 52.55 بالمئة من أصوات الناخبين فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجة على 30.67 بالمئة من الأصوات. وفي انتخابات البرلمان حصد تحالف الشعب الذي يضم حزبي العدالة والتنمية و الحركة القومية 53.62 بالمئة من الأصوات (343 من أصل 600 مقعد) فيما حصل تحالف الأمة الذي يضم أحزاب الشعب الجمهوري و إيي و السعادة على 34.04 بالمئة من الأصوات (190 مقعد) وحزب الشعوب الديمقراطي على 11.62 بالمئة (67 معقد برلماني). خطاب النصر وفي غضون ذلك توجه الرئيس التركي رجب أردوغان بالشكر ل الشعب التركي بأكمله على اختلاف مشاربه على المشاركة التاريخية بالعرس الديمقراطي وقال إن المنتصر في هذه الانتخابات هي الديمقراطية والإرادة الشعبية . جاء ذلك في خطاب النصر الذي ألقاه الرئيس المنتخب من على شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة بعد أن أظهر النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية فوزه بمنصب الرئاسة وبتقدم التحالف الذي يقوده بالانتخابات البرلمانية. وقال أردوغان إننا لن نركع لأي قوة في العالم إلا لله موجها الشكر ل جماهير الحزب التي وقفت إلى جانب الحزب منذ 2002 . كما تقدم بالشكر ل لحزب الحركة القومية شريكنا في تحالف الشعب ورئيسه دولت باهتشلي وجميع أعضائه على ما بذلوه من جهود لنجاحنا . وأضاف الرئيس التركي أنه حمى بلاده من الانقلاب العسكري وأنه حافظ على الدولة وقال: الشعب الذي تصدى للانقلابيين بالأمس وقف اليوم إلى جانب استقلاله ومستقبله. وأشاد أردوغان بنسبة المشاركة العالية في الانتخابات ولفت إلى أن نتيجة الانتخابات هي انتصار لكل الشعوب المظلومة والمقهورة في العالم مؤكدا أن أصوات الأذان ستصدح من كل مساجد تركيا . وخاطب أردوغان الشعب التركي قائلا: بفضل الثقة التي منحتمونا إياها عبر صناديق الاقتراع سنبلغ سويًا إن شاء الله أهدافنا لعام 2023. مضيفا: تلقينا رسائلكم عبر صناديق الاقتراع وسنعمل خلال الفترة المقبلة على تلافي النواقص. من بيع الكعك إلى الرئاسة يطلق عليه أنصاره الطيب و الرجل القوي و الرجل الطويل فيما يلقبه معارضوه ب السلطان و الديكتاتور لكن ما يُجمع عليه الطرفان أن بائع الكعك التركي السميط أصبح بلا منازع الزعيم الأقوى في تركيا من بعد المؤسس التاريخي للجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. رجب طيب اردوغان ولد في 26 فيفري 1954 في حي قاسم باشا الفقير في إسطنبول لعائلة فقيرة ومتدينة تنحدر أصولها من مدينة طرابزون وأمضى طفولته في مدينة ريزة على البحر الأسود ثم عاد للحياة في اسطنبول عندما كان عمرة 13 سنة. بسبب فقر أسرته ولتوفير مصروفه عمل في بيع البطيخ ومن ثم الكعك التركي الشهير السميط خلال دراسته في المراحل الابتدائية والإعدادية وكان مولعاً بكرة القدم واقترب من الاحتراف في السبعينيات. تعلم في مدارس إمام خطيب الدينية التي حوربت في سنوات حكم العسكر وأعاد هو دعمها وتوسيعها خلال السنوات الأخيرة. تخرج من كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة عام 1981. في العام 1976 انضم إلى حركة نجم الدين أربكان الذي يُعتبر مرشده السياسي والذي تولى بعد سنوات منصب رئيس الحكومة في تركيا التي وصفت حينها ب الإسلامية لكن الانقلاب العسكري في 12 سبتمبر 1980 أبعد اردوغان عن المعترك السياسي حتى العام 1983 إلا أنه عاد في العام 1985 ليصبح مسؤول مدينة اسطنبول عن حزب الرفاه الذي أسسه أربكان. رئيس بلدية إسطنبول التطور الأهم كان في السابع والعشرين من مارس عام 1994 عندما انتخب رئيساً لبلدية اسطنبول أكبر مدن تركيا من حيث عدد السكان وحقق خلال ولايته طفرة كبيرة في العمل البلدي والإنجازات مما أكسبه شعبية كبيرة إلا أنه اضطر إلى الاستقالة تحت ضغط العسكر في العام 1997. أدين عام 1998 بتهمة التحريض على الكراهية الدينية وأُقصي من الحياة السياسية وسجن لمدة أربعة أشهر في العام 1999. وأخذ عليه القضاء انه قرأ أثناء خطاب جماهيري في ديسمبر 1997 شعراً يقول فيه: مساجدنا ثكناتنا قبابنا خوذنا مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا هذا الجيش المقدس يحرس ديننا وهو الشعر الذي بات يكرره في كثير من خطاباته السياسية مؤخراً. في جويلية 2001 أجازت له المحكمة الدستورية العودة إلى السياسة فأسس في 14 اوت 2001 حزب العدالة والتنمية برفقة الرئيس السابق عبد الله غُل والذي استقال منه لدى توليه منصب الرئيس في اوت من عام 2014. فاز الحزب في الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر 2002 لكن اردوغان لم يتمكن من تولي رئاسة الوزراء لإعلان المجلس الانتخابي الأعلى عدم أهلية انتخابه قبل شهرين من ذلك وتولى عبد الله غُل (نائبه في رئاسة الحزب آنذاك) المنصب حتى يتسنى له تنظيم انتخابه شخصياً أثناء انتخابات تشريعية جزئية تمكن خلالها من الترشح بفضل تعديلات أقرها البرلمان الذي يهيمن عليه حزبه وأصبح من بعدها رئيساً للحكومة في 11 مارس 2003. واصل الحزب صعوده برئاسة اردوغان وتمكن من الفوز في الانتخابات العامة (البرلمانية) عام 2007 و2011 على التوالي وواصل اردوغان ترأسه للحكومة طوال هذه الفترة وحتى انتقاله لكرسي الرئاسة بالتوازي مع فوز الحزب في جميع الانتخابات المحلية السابقة. في العاشر من اوت 2014 فاز في أول انتخابات رئاسية تجري بالاقتراع المباشر من الشعب بنسبة 52 من الأصوات لفترة رئاسية تمتد إلى خمس سنوات جعلته ثاني أطول شخص يحكم تركيا بعد الزعيم التاريخي مصطفى كمال أتاتورك. تمكن من وضع حد لتدخل الجيش التركي في الحياة السياسية وشهدت البلاد في فترة حكمه نهوضا اقتصاديا كبيرا وتمكن من سد ديونها للبنك الدولي كما عمل على تطوير الجيش وقرب تركيا من الدول العربية والإسلامية.