توفي أمس في أحد مستشفيات أنقرة بعد صراع مع المرض نجم الدين أربكان، أبو الإسلام السياسي في تركيا وأول رئيس حكومة إسلامي في تاريخها. وقال أوزغون ألسيتورك -أحد أبرز مساعدي أربكان- في اتصال مع قناة أن تي في: إن تركيا فقدت أبرز شخصياتها. وكان أربكان (85 عاما) قد نقل في جانفى إلى مستشفى غوفن بالعاصمة التركية جراء إصابته بالتهاب. وقالت وسائل الإعلام التركية إن أربكان المولود عام 1926 سيدفن يوم الثلاثاء المقبل في إسطنبول. بدأ حياته السياسية بعد تخرجه من كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قونيا، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية. ولم يصمد حزبه (النظام الوطني) وهو أول حزب شكل في تركيا الجديدة سوى تسعة أشهر حيث حل بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972. شارك أربكان في مطلع عام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية. أسس عام 1983 حزب الرفاه الوطني، وواصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيلر. لكن الجيش أرغمه عام 1997 على الاستقالة بدعوى ضمان المبادئ العلمانية في البلاد. وفي جانفى 1998، قررت المحكمة الدستورية حل حزب الرفاه بحجة أن عمله سيؤدي إلى المساس بمبادئ العلمانية، وحرمت أربكان من حقوقه المدنية. وأدى ذلك إلى انشقاق الحزب وتأسيس رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان وعدد من الموالين له حزبا جديدا. حكم على أربكان بالسجن عامين وأربعة أشهر عام 2002، ثم خففت العقوبة إلى الإقامة الجبرية، بعد إدانته بتزوير مستندات في إطار محاكمة تتعلق باختلاس أموال داخل حزب الرفاه. وأدى أربكان دور المرشد لأردوغان، الذي يتنكر اليوم لماضيه الإسلامي. ويؤكد أنه يدافع عن قيم الديمقراطية المحافظة مع حزبه العدالة والتنمية الذي تم تأسيسه أيضا بعد حل حزب الفضيلة المنبثق من حزب الرفاه