تواصلت المظاهرات في المدن المغربية للمطالبة بإلغاء مهرجان "موازين" للموسيقى وتخصيص ميزانيته لمساعدة الأسر الفقيرة في البلاد، حيث هدد الشباب المشاركون في التظاهرة بقذف نجوم المهرجان -وأبرزهم عمرو دياب وشاكيرا- بالبيض الفاسد والطماطم. وطالب شباب حركة" باراكا" (كفاية) بمدينة مراكش الساحلية بإلغاء المهرجان، وردد المحتجون -الذين كانوا يمثلون مختلف الأعمار والانتماءات السياسية والنقابية- شعاراتٍ تتهم المنظمين بتبذير المال العام، هاتفين "الشعب يريد إلغاء موازين". وشهدت مدينة الرباط -التي تحتضن فعاليات "موازين"- أقوى حركات الاحتجاجات ضده، إذ هدد شباب باللجوء إلى أشكال تصعيدية في الاحتجاج، إذا لم تبادر اللجنة المنظمة إلى إلغاء هذه التظاهرة الفنية. وذكر أحد الشباب المحتجين بمنطقة النهضة بالعاصمة الرباط كلمةً أمام المحتجين أن شباب العاصمة سيضطرون إلى الصعود إلى المنصات التي ستحتضن السهرات، وسيحتلونها، وسيمنعون النجوم العرب والعالمين من المشاركة في هذه التظاهرة الفنية، إذا اقتضى الأمر ذلك. وهدد الشباب باستهداف الفنانين بشكلٍ مباشر عبر قذفهم بالبيض الفاسد والطماطم الفاسدة إذا ما أصرّوا على الصعود للمشاركة في مهرجان "موازين". وأضاف الشاب -الذي توجه بكلمةٍ إلى آلاف المحتجين- أن الملايين يتم هدرها في الوقت الذي تعاني فيه القرى المغربية من الفقر المدقع، كما أن مئات الآلاف من المغاربة يعيشون في مدن الصفيح. وهو ما علق عليه المحتجون بلغة ساخرة في شعاراتهم بالقول: "آش خاصك العريان، موازين آمولاي"، بمعنى أن المغاربة يعيشون حالةً من العراء والفقر، ولا يهمهم تنظيم "موازين". وشدد الشباب على أن المغاربة يحتاجون إلى خبز ولا يحتاجون إلى الفنانة شاكيرا، وردد الشباب شعارات مناهضة لمشاركة الفنانة الكولومبية، جاء فيها: "بغينا خبزة وكوميرا، آش نديرو بشاكيرا"، بمعنى أننا نحتاج إلى الخبز ولا نحتاج إلى شاكيرا. من جهةٍ أخرى، تعرض الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي (باز) لتهديدٍ بالقتل عقب مشاركته في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها "حركة 20 فبراير" صباح الأحد لإجباره على عدم المشاركة في مثل تلك الوقفات مجددا. وقال السنوسي في تصريح لموقع قناة الآم بي سي إن مجهولين انهالوا عليه بالسب والقذف، قبل أن يعمد أحدهم إلى إشهار سكينٍ من الحجم الكبير، مهددا بتصفيته إذا أصرّ على مواصلة مشاركته في الوقفات الاحتجاجية. وأضاف الفنان المغربي "سبق وأن تعرضت في 13 مارس الماضي لاعتداءٍ جسدي أدى إلى رضوض في العنق، إلا أن ما وقع أمس يشكل تحولا خطيرا في التعامل معي، إذ إن الأمر يتعلق بمحاولة قتلي وتخويفي من المشاركة". وتابع "أنا أقول لهم إن كان الهدف هو تخويفي، فلا بد من التذكير أن الخوف أصبح بدوره يخاف من الشعوب الرافضة للقهر والاستبداد، وإن كان موتي ضريبة أن يعيش المغاربة الحرية، فأهلا به، وأنا مستعد له، وأشدد على أنني سأدافع عن قيم حركة 20 فبراير ونضالها في سبيل الحرية ورفض القمع، ولا أحد يمكن أن يساوم على اختياراتي". وأشار السنوسي أنه يعتزم إقامة دعوى قضائية لمتابعة الأشخاص الذين هددوه بالقتل، وأنه سيراسل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لمتابعة محاولة الاعتداء عليه والتضييق على حريته.