اضطرت السلطات المغربية أمس إلى إلغاء مهرجان غنائي بمدينة الداخلة بالصحراء الغربيةالمحتلة بعد اندلاع مواجهات نشبت بين السكان الأصليين ومغربيين خلفت إصابة 15 شخصا وحرق خمس سيارات وتخريب محال تجارية ومقرات بنوك بالمدينة. وحملت السلطات المغربية من وصفتهم ب''الانفصاليين'' في إشارة إلى الصحراويين مسؤولية اندلاع هذه المواجهات في محاولة للتغطية على درجة التململ الاجتماعي التي تعيشها المدن الصحراوية على خلفية الحرمان الممنهج المسلط على سكانها. ولجات الرباط الى إلغاء المهرجان مخافة أن يكون فتيل اندلاع موجة احتجاجات في المدن المحتلة التي تعيش أصلا على صفيح ساخن منذ الأحداث الدامية التي شهدها مخيم اكديم ايزيك بالقرب من العيونالمحتلة في الثامن نوفمبر الماضي. وتجد المخاوف المغربية صدقيتها خاصة وان عديد المدن المغربية لا تزال تشهد غليانا مستمرا منذ الأسبوع الماضي في ظل استمرار الدعوات المطالبة بالاحتجاج السلمي لتحقيق تغييرات سياسية جوهرية في نظام الحكم الملكي في المغرب. وشهدت الرباط أمس تجمعا مطلبيا آخر بدعوة من حركة ''شباب 20 فيفري'' ضم حوالي 500 شخص يأتي بعد التجمع الذي نظم أول أمس من اجل المحافظة على التجند حول المطالب التي رفعها أصحاب هذه المبادرة تحضيرا للأعمال المقبلة التي ستتم في شهر مارس المقبل. وكانت عديد المدن بالمغرب شهدت أول أمس تجمعات للمطالبة بإصلاحات سياسية جذرية والحفاظ على التعبئة حول المطالب التي أطلقتها حركة ''شباب 20 فيفري''. وجاءت هذه التجمعات بعد المظاهرات التي شهدها كامل التراب المغربي بداية الأسبوع الماضي للمطالبة بالتغيير. وشهدت كل من العاصمة الرباط ومدن الدارالبيضاء وأغادير والمحمدية ومراكش وفاس تجمعات طالب المشاركون فيها باستحداث دستور جديد وحل البرلمان واستقالة الحكومة وحياة كريمة.ورفع المتظاهرون الذين اعتصموا وسط العاصمة الرباط شعارات متعددة منها ''البديل الحقيقي هو دستور شعبي وديمقراطي'' و''الشعب يريد دستورا جديدا'' و''نرفض جميعا دستور المخزن'' و''ارحلي يا حكومة''. وانضمت إلى هذه المظاهرات عدة منظمات مغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ومناضلون بأحزاب سياسية ونقابيون والأمير مولاي هشام العلوي ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس.