ضحايا الجوع يتزايدون والعبودية تعود بقوة العالم على حافة الكارثة الحرب التي تدور في اليمن تحمل معها كوارث أخرى من قبيل الجوع الذي بات يهدد حياة أهل صنعاء بما يحمله من حالات سوء تغذية حاد وصلت إلى الآلاف والأمر لا يقتصر على اليمن ولمنه وحش يزحف على العديد من الدول التي تعيش الحروب وليس الجوع وحدة الوحش الوحيد بل ظهر وحش من نوع آخر اسمه العبودية ! ق.د/وكالات أعلنت السلطات الصحيّة في محافظة صنعاء اليمنية عن إصابة أكثر من 5870 شخصاً بسوء التغذية الحاد في عدد من المديريات التابعة للمحافظة خلال النصف الأول من العام الجاري. وقال نائب مدير إدارة التغذية في مكتب الصحة في المحافظة حفظ الله السياغي إن الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعاني منها المواطنون اليمنيون وانخفاض مستوى الدخل وعدم القدرة على توفير الغذاء أدى إلى انتشار حالات سوء التغذية في عدد من المديريات الريفيّة في المحافظة. ويؤكّد السياغي أنّ الحالات التي تعاني من سوء التغذية الحاد والتي عولجت خلال عام 2017 بلغت 11 ألفاً ومئتين وسبعة وخمسين حالة وقد تلقت العلاج في المرافق الصحية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية إضافة إلى العيادات المتنقلة في المناطق البعيدة عن المرافق الصحية. ويشير إلى أنها ساهمت بشكل كبير في تحسّن الوضع الصحي والغذاء في مديريات محافظة صنعاء . ويقول إن جهود مواجهة سوء التغذية تتم بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الداعمة للقطاع الصحي في المحافظة. وعن الجهود لمواجهة سوء التغذية يقول رئيس الفريق الطبي المتنقل التابع لمكتب الصحة في مديرية الحيمة الخارجية في صنعاء إبراهيم محمد إن منطقة بيت الشرعبي تعاني من انتشار كبير لحالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية. ويؤكد أن الفريق الطبي يعمل على تقديم الخدمات الصحية والغذاء للأطفال المصابين بسوء التغذية مشيراً إلى أن الناس غير قادرين على نقل الأطفال المصابين إلى المرافق الصحيّة لعدم توفر المال وبدلات النقل كونهم يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة. يضيف: تحسّنت صحة بعض الأشخاص بعد العلاج وأصبحوا قادرين على الخروج واللعب بعدما كانوا عاجزين عن مغادرة المنزل بسبب المرض الذي أنهك أجسادهم . ويلفت إلى أن حالات كثيرة تعاني سوء التغذية الحاد في الوقت الذي ينتشر الزواج المبكر في المنطقة ما يؤدي إلى تدهور حال الأمهات والأطفال لعدم العناية الصحية والجسدية وتوفر المواد الغذائية بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد من جراء الحرب. ووفقاً لتقرير صدر حديثاً عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف فإن نصف الأطفال في اليمن يعانون من مرض التقزم. كما يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد بينهم 400 ألف طفل تقريباً مصابون بسوء التغذية الحاد. العبودية تعود من جديد يعيش حوالي 40.3 مليون شخص تحت العبودية بينهم نحو 400 ألف في الولاياتالمتحدة وتتركز أعدادهم في كوريا الشمالية والدول المشابهة لها سياسيا. جاء ذلك في التقرير السنوي لمنظمة ووك فري العالمية للبحوث مؤشر العبودية العالمي لعام 2018 والذي أُعلن في مؤتمر صحفي عقده مسؤولو المنظمة بالمقر الدائم ل الأممالمتحدة في نيويورك. وتشمل العبودية الحديثة -وفقا للتقرير- الاتجار بالبشر والعمل القسري والزواج القسري وبيع واستغلال الأطفال فضلا عن العبودية نفسها. ولفت التقرير الانتباه إلى أن هذا النوع من العبودية يتركز في كوريا الشمالية بنسبة واحد بين كل عشرة أشخاص مشيرا إلى أن أعداد المستعبدين في العصر الحديث زادوا بشكل ملحوظ في الولاياتالمتحدة (واحد بين كل 800 شخص) وأستراليا وفرنسا والبلدان الأوروبية الأخرى. يُذكر أن ووك فري أنشأها الملياردير الأسترالي أندرو فورست الذي بشّر في مؤتمر صحفي بأن هناك أملا واقعيا لأول مرة لإنهاء العبودية الحديثة عبر تقديم المعلومات الأكيدة. وأضاف فورست أن الدول المتقدمة تتحمل هي الأخرى مسؤولية واضحة وفورية للاستجابة لهذا النوع من العبودية داخلها وخارجها موضحا أن جلب المنتجات التي تُنتج بالعمل الذي يتم تحت ظروف العبودية الحديثة يقع وزره على المستورد أيضا. وعدّد التقرير المنتجات التي يمكن أن تحدث خلال إنتاجها عبودية حديثة ذاكرا الفحم الحجري والقطن والخشب وصيد الأسماك مشيرا إلى أن إريتريا وبوروندي وأفريقيا الوسطى وأفغانستان وموريتانيا وجنوب السودان وباكستان وكمبوديا وإيران بين الدول الأسوأ في مؤشر العبودية بعد كوريا الشمالية.