لاتزال عدة دول في العالم تحظى بنسبة عبودية تعتبر مرتفعة في مجتمعاتها في القرن الحادي والعشرين. وتأخذ العبودية الحديثة أشكالا قانونية أحيانا، وتظهر بلونها الأسود الأصلي أحيانا أخرى. كشف التقرير السنوي "لمؤشرالعبودية العالمي" الاخير أن حوالي 36 مليون رجل وطفل وإمرأة يعانون من العبودية الحديثة في 167 بلدا حول العالم. وعمدت مؤسسة "ووك فري" في إعداد التقرير إلى تصنيف الدول ال167 حسب انتشار "العبودية الحديثة"، وفقا لعدد المستعبدين بالنسبة إلى عدد السكان الإجمالي. وبحسب التقرير، تأتي موريتانيا، في صدارة الترتيب بأعلى معدلات لانتشار العبودية، حيث يقدر عدد العبيد فيها بنحو 160 ألف شخص، أي بنسبة حوالي 4% من سكان البلاد. أما المرتبة الثانية فكانت لأوزبيكستان بنحو 1.2 مليون شخص، بنسبة 3.972% من عدد السكان، وتليها هايتي في المرتبة الثالثة بحوالي 240 ألف شخص، بنسبة 2.304% من عدد السكان بالبلاد. وصنف عدد كبير من الدول العربية ضمن التقرير في العشرين مرتبة الأولى حيث نجد قطر في المرتبة الرابعة ب 29 ألف شخص مصنف من العبيد، بنسبة 1.356% من عدد السكان، كما تأتي السودان في المرتبة الثامنة ب430 ألف شخص من العبيد، بنسبة 1.13% من السكان، ثم سوريا في المرتبة التاسعة، ب 260 ألف شخص، بنسبة 1.13%. بينما صنفت الإمارات العربية المتحدة بالمرتبة الثانية عشرة ب99 الف شخص من العبيد، بنسبة 1.057% من عدد السكان، ومن بعدها العراق في المرتبة الثالثة عشرة ب350 ألف شخص، بنسبة 1.053%. وظهرت في التقرير خمس بلدان تصنف لأول مرة ضمن "مؤشر العبودية العالمي"، وهي تايوان، وجنوب السودان، وكوريا الشمالية، وكوسوفو، وقبرص. ووفقا للتقرير فإن الصومال واريتريا والسودان واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطىوسوريا وليبيا وكوريا الشمالية وأفغانستان، هي البلدان التي تضم أكبر عدد من الأشخاص المستعبدين. وقد سجلت احصاءات التقرير الاخير عن ارتفاعا في عام 2014 عن العام السابق له، وذلك ليس بسبب ازدياد عدد العبيد، وإنما لتحسن وسائل الإحصاء والتحاليل. ويقوم التقرير العالمي على تحليل 5 بيانات لتحديد نسبة العبودية الحديثة، وهي السياسات الوطنية لمكافحة "العبودية الحديثة"، وتوفر حماية لحقوق الإنسان في بلد ما، ومستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى مستوى استقرار الدولة ونسبة حقوق المرأة ومستويات التمييز في البلاد. وقد احتلت الدول الإسكندنافية المراتب الأخيرة في قائمة العبودية، حيث تأتي ايسلندا في المرتبة ال 167 ب23 شخصا، بنسبة 0.007% من عدد السكان، وايرلندا بالنسبة ذاتها من عدد السكان بنحو 300 شخص. ويؤكد التقرير السنوي "لمؤشرالعبودية العالمي" أن لانتشار العبودية الحديثة علاقة كبيرة بالتمييز وبعوامل أخرى، أهمها الإتجار بالبشر، والعمل القسري، والإستغلال الجنسي لأغراض تجارية، وبيع الأطفال واستغلالهم، بالإضافة إلى الهجرة وعدم المساواة ومستوى حقوق المرأة الاقتصادية والسياسية.