اعتذر عدد من علماء سوريا، وعلى رأسهم محمد علي الصابوني، رئيس رابطة العلماء المسلمين بحلب، وعلي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعد هجوم الإعلام الرسمي السوري عليه إثر موقفه الداعم للثورة في سوريا، مضيفين أنهم يتبرأون من القتلة والمجرمين الذين يقتلون الشعب السوري الأعزل. وشنت وسائل الإعلام السورية الرسمية، من بينها الفضائية السورية حملة هجوم على القرضاوي بسبب مساندته الثورة السلمية فى سوريا، واستنكاره قتل المدنيين، وحملات الاعتقالات الواسعة التى تشنها القوات السورية والتى لم تستثن أحداً حتى الأطفال، بحد تعبيره. وقال العلماء السوريون الموقعون على البيان الذي نشرته عدة وسائل إعلامية: "نعتذر لفضيلة العلامة يوسف القرضاوي، وننتصر لمدرسة ورثة الأنبياء من حملة العلم الشرعي القائمين على أمر الله بالحق، "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا".. نعتذر لشهود الحق من رجال الإعلام الحر الشريف، الذين يبحثون عن الحقيقة ويوثقونها بالصورة والصوت والكلمة، وننتصر لقنوات إعلام الصدق والنزاهة". ويضيف البيان: "نعتذر للشيخ العلامة يوسف القرضاوي باسم كل الأخيار من أبناء الشعب السوري ونعلن له ولاء ونصرة.. ونعلن براءتنا من القتلة والمجرمين والمتحدثين باسمهم والمنتصرين لهم والمتعاطفين معهم". ومن الموقعين على هذا البيان: الشيخ محمد علي الصابوني، رئيس رابطة العلماء المسلمين بحلب، والأستاذ علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، الشيخ محمد فاروق البطل، الأمين العام لرابطة العلماء السوريين، والدكتور عدنان زرزور، عالم وأستاذ جامعي بدمشق، والشيخ محمود أحمد الميرة، عالم وأستاذ جامعي بحلب. وكان القرضاوي قد انتقد في خطب الجمعة بالدوحة، الحكومات العربية من عدم التغيير لمواكبة مطلبات شعوبها، وقال إن "هذا زمن التغيير، ومن لا يتغير يُداس بالأقدام"، منبها إلى أن "زمن تجاهل مطالب الشعوب انتهى". وقال ردا على من وصفه من التابعين للنظام السوري بأنه من "خطباء الفتنة" على إثر خطبته التي أيد فيها مطالب الشعب السوري: "إذا كان الوقوف مع الحق يجعلهم يسمونني من خطباء الفتنة، فأنا أول خطباء الفتن، ولن أتنازل عن خطبة الفتنة هذه، وأدعو الله أن يحييني مع خطباء الفتن ويحشرني معهم". كما أعرب الشيخ القرضاوي عن عدم اكتراثه بالدعوى التي رفعت ضده الأسبوع الماضي في دمشق وتتهمه ب"التحريض على الفتنة في سوريا"، معتبرا أن النظام الذي يخشى على هيبته من كلمة هو أوهن من بيت العنكبوت. ووجهت صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية انتقادات حادة للشيخ يوسف القرضاوي، بسبب ما أسمته "تحريض الشيخ وكلامه المسموم الذي يتوجه به للسوريين"، من فوق منبر المسجد. وقالت الصحيفة "يوم الجمعة تحول في سوريا إلى يوم للخوف والحيطة والترقب يوم أصبح فيه السوريون يخشون على حياتهم وعلى أطفالهم لما بات يمثله هذا اليوم من ترهيب نتيجة تحريض القرضاوي القابع في قصور الدوحة بقطر وكلامه المسموم الذي يتوجه به للسوريين من منبر المسجد مستغلاً اليوم المبارك ليجعل منه يوماً للفتنة ويوماً للتحريض على القتل؟". من ناحية أخرى، دشن ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من شباب ثورة 15 مارس بسوريا صفحة بعنوان: "مليون سوري لدعم القرضاوي ولا للخيانة لا للبوطي"، جذبت حتى الآن نحو نصف مليون متصفح. وانتقدت الصفحة موقف الداعية السوري الشيخ رمضان البوطى، الموالي للنظام السوري، وهو ما كان بمثابة الصدمة تجاه الشيخ السوري الذي طالما إلتفَّ السوريون حول حلقات العلم الخاصة به.