أساطير الكرة الجزائرية (الحلقة ال20) إعداد: كريم مادي كمال جحمون.. المدافع العابر للقارات كان وسيظل الهدف الذي وقعه في شباك حارس شباب بلوزداد الراحل مبروك في نهائي كأس الجزائر عام 1995 بملعب 5 جويلية راسخا في سجل الأدوار النهائية كما سيبقى راسخا في ذاكرة كل من شاهد ذلك النهائي فقد لا نخطأ إذا قلنا انه من اجل الأهداف إلى شهدتها المقابلات النهائية للكأس فالطريقة التي سجل بها ذلك الهدف لن يقدر على تسجيله إلا اللاعبين الكبار أكيد قد عرفتم صاحب ذلك الهدف إنه ابن مدينة العفرون كمال جحمون الذي ارتأينا أن نسلط عليه الضوء في حلقة هذا العدد. من عائلة رياضية جحمون من مواليد 16 جوان 1961 بالعفرون ولد كمال جحمون بمدينة العفرون بولاية البليدة يوم 16 جوان من عام 1961 وهو اليوم الذي يصادف كل سنة فوز منتخبنا الوطني على المنتخب الألماني في مونديال الأندلس عام 1982. كمال جحمون من عائلة كروية فقبل أن يزاولها كان شقيقه الأكبر عبد القادر احد اللاعبين المعروفين على مستوى المنطقة خاصة وانه كان يلعب لفريق اتحاد البليدة إلى جانب نخبة من اللاعبين الكبار الذي حملوا ألوانه في سنوات السبعينيات نخص بالذكر كل من بن تركي واكلي والراحل سلامي والهداف محمود قتال. شهرة اللاعب عبد القادر الأخ الأكبر لكمال جحمون كان من البديهي لهذا الأخير ان يحذو حذو أخاه فكان يداعب الكرة بكلتا قدميه وبما ان والده كان من بين عشاق كرة القدم ترك لابنه كمال حرية ممارسة الكرة الأمر الذي انعكس بالإيجاب على عبقرية الفتى كمال. 1972 كمال جحمون في نجم العفرون في عام 1972 أمضى أول إجازة رسمية له مع فريق مسقط رأسه نجم العفرون لم يجد الفتى كمال أدنى صعوبة في التأقلم مع أصاغر الفريق كيف لا وهو الذي كان يهز حراس المرمى الذين يفوقونه سنا زد على ذلك ان الذي كان وراء انتقاله إلى أصاغر النجم وهو عمي عيسى حمادي كان معجبا بطريقة لعبه وكم من لقاء شاهد فيه الفتى كمال جحمون وهو يداعب الكرة أحسن مما يداعبها كبار السن. 1981 جحمون يتوّج بكأس الجزائر العسكرية في عام 1981 ساهم كمال جحمون بتتويج فريق الناحية العسكرية الثانية بكأس الجزائر العسكرية بفضل الهدف الذي وقعه في شباك الناحية العسكرية الخامسة في لقاء لعب بملعب سيدي بلعباس في مباراة رفع الستار لنهائي الأكابر الذي جمع بين اتحاد العاصمة وجمعية وهران. بعد تألقه في نهائي كأس الجزائر العسكرية كمال جحمون في اتحاد البليدة فوز كمال جحمون بالكأس العسكرية زاد من شهرته كيف لا وان اللقاء نقل على المباشر على الشاشة الصغيرة فكان من البديهي ان يترك فريق مسقط رأسه نجم العفرون ويلعب لفريق ولايته اتحاد البليدة وهو الذي كان يؤدي الواجب الوطني بإحدى ثكنات الولاية. ويرجع الفضل في انتقال كمال جحمون إلى فريق اتحاد البليدة إلى شقيقه الأكبر عبد القادر الذي كان هو الآخر كما سبق الذكر لاعبا في هذا الفريق. من موسم 81/82 إلى موسم 84/85 ثلاثة مواسم في اتحاد البليدة لعب كمال جحمون لفريق اتحاد البليدة مدة ثلاثة مواسم امتدت من موسم 81/82 إلى موسم 84/85 إلى جانب نخبة من اللاعبين الكبار نذكر على وجه الخصوص اللاعب محمود قتال وبن تركي واكلي وكان من بين الذين ساهموا بإقصاء فريق النصرية في نهاية عام 1982 من كأس الجزائر في الدور السادس عشر بخسارتها اللقاء بهدفين لواحد في لقاء لعب بملعب عمر حمادي ببولوغين. بانتقاله إلى مولودية عام 1985 جحمون يصدم البليديين شكل رحيل كمال جحمون من فريق اتحاد البليدة في صائفة عام 1985 صدمة قوية لعشاق هذا الفريق كيف لا وهو اللاعب الذي تمكن في وقت جد قصير أن ينسي البليديين هداف فريقهم الأول محمود قتال لكن وبما ان العرض الذي توصل به كمال جحمون كان من فريق اسمه مولودية العاصمة لم يرفضه ورحب به وكم كانت فرحة كمال حين التقى ولأول مرة رئيس فريق المولودية آنذاك عبد القادر ظريف وهو الرجل الذي كان يسمع عنه إلا الخير من لاعبين سابقين في المولودية على أن ظريف لا يوجد مثله في النوادي الجزائرية وإذا وعد وفى الأمر الذي جعله لا يفوت فرصة اللعب لفريق طالما حلم ذات يوم أن يحمل ألوانه. وجد كمال جحمون نفسه جنبا إلى جنب مع نخبة من اللاعبين الكبار الذي أنجبتهم المدرسة المولودية نخص بالذكر لاعب القرن لهذا الفريق علي بن شيخ إضافة إلى بويش ناصر ومغيشي وغيرهم من نجوم هذا الفريق. استقبل أنصار المولودية قدوم صاحب القذافات المدفعية استقبال الأبطال فرحبوا به وراح الكثير يتغنى به كما كانوا يتغنون بمعشوقهم الأبدي علي بن شيخ وبما ان كمال جحمون شهرته إلى محبي هذا الفريق سبقته قبل ان ينتقل إلى المولودية لم يخيب ظنهم فصنع بفضل طريقة لعبه المميزة الكثير الانتصارات مكنه من ضمان مكانة في الفريق الوطني الذي كان يتأهب للمشاركة في كأس أمم إفريقيا التي جرت بمصر. قدم كمال جحمون في فريق المولودية لوحات فنية رائعة وأهداف قلما نرى مثلها عند لاعبي هذا الجيل الباحث الا عن المال والمبيت في أفخم الفنادق. لم يكن كمال جحمون يبحث عن المال بل كان يبحث عن السبيل المناسب التي يجد فيها راحته في تسجيل الأهداف فكانت قذفاته تشكل سما قاتلا على حراس المرمى كما كانت تشكل خطرا على كل لاعب يتصدى إلى تلك القذفات فكانوا يخشون مجابهته على المباشر خوفا من تعرضهم إلى مكروه قد يبعدهم عن ممارسة كرة القدم. ثلاث سنوات في المولودية جحمون بدون تتويج دام بقاء كمال جحمون في مولودية العاصمة ثلاثة مواسم للأسف لم يشرب من كأس الجزائر ولا من كأس البطولة الوطنية بل شرب من علقم مرارة الإخفاق في أكثر من لقاء حيث لم تجد الإدارة المسيرة نفعا بعد مونديال المكسيك عام 1986 بجلب نخبة كبيرة من اللاعبين البارزين في مقدمتهم مرزقان ومعيش من النصرية حيث كاد ان يدفع فريق المولودية غاليا في نهاية موسم 87/88 لولا الفوز المحقق في آخر جولة من البطولة الوطنية على وفاق سطيف بملعب بولوغين بهدفين لواحد وهو الفوز الذي اسقط الوفاق لأول رمة إلى الدرجة الثانية. بعد تألقه في المولودية والمنتخب الوطني الاحتراف وقصة اللعب في الشباب بعد تألقه في مولودية العاصمة بفضل أهدافه الغزيرة ودعوة المنتخب الوطني لتقمص ألوانه تلقى أكثر من عرض احترافي من نوادي فرنسية فاختار أحسن العروض عرض نادي ماتز لكن ونظرا لانتهاء المدة القانونية لاستقدام اللاعبين الأجانب إلى النوادي الفرنسية المحترفة قرر رئيس نادي ماتز فرانسوا ليان إعارة كمال جحمون إلى فريق ديجي المنتمي إلى الدرجة الثالثة ولعب له مدة أربع أشهر وكان هدافه الاول بدون منازع حيث سجل في عشر مقابلات عشر أهداف الأمر الذي مكنه من تزعم ريادة ترتيب الهدافين ليس في فريقه ديجي بل في البطولة ككل. وفي الوقت الذي ذاع صيت كمال جحمون وبات قريب جدا للعب لفريق أكثر شهرة من نادي ماتز الذي أعاره لفريق ديجي وإذا بوالدته رحمها الله تتعرض إلى شلل نصف كلي أقعدها الفراش اضطر كمال جحمون بالرجوع إلى ارض الوطن وهو الذي كان لا ينام قبل ان يكلمها هاتفيا. مرض والدة كمال جحمون شكل منعرج في حياته الرياضية حيث قرر اللعب لفريق بالقرب من والدته لكن في الوقت الذي كان فيه على وشك الانظمام إلى فريق مسقط راسه نجم العفرون وإذا بي مسيري شباب بلوزداد يطلبون خدماته بعد ان استحال عليه اقناع شقيقه مراد باللعب لفريق الشباب وهو الذي كان ينعم بدف نادي الصفاقسي التونسي. بعد ثلاث سنوات في بلوزداد جحمون إلى أولمبي المدية ثلاث سنوات في شباب بلوزداد كانت كافية ليصنع فيها مالم يصنعه في فريق مولودية العاصمة حيث العديد من الأهداف حل في موسم 91/92 خلف هداف البطولة آنذاك عبد الحفيظ تاسفاوت ب15هدفا وكرر نفس الانجاز في الموسم الموالي لكن في الموسم الثالث وبعد ان أحس ان أمور الشباب تغيرت عكس ما كان يامله كمال جحمون حمل حقيبته متجها إلى فريق اولمبي المدية ليصنع فيها لمحات كروية لن تنسى من ذاكرة كأس الجزائر. هدف نهائي 1995 قنبلة العابرة للقارات لا يزال الهدف الذي وقعه كمال جحمون في نهائي كأس الجزائر مع فريق اولمبي المدية ضد حارس فريقه السابق الراحل مكبروك واحد من بين أحسن الأهداف التي سجلت في تاريخ المباريات النهائية لكأس الجزائر ان لم نقل أحسنها كيف لا وهو الذي وقعه بطريقة رائعة إلى درجة أن كاميرات التلفزيون لم تستطع مراقبة الكرة وهي تتجه صوب الشباك. كأس العرب بالأردن جحمون والتألق في العام الموالي كرر كمال جحمون نفس الهدف الذي سجله في نهائي كأس الجزائر خلال اللقاء الذي لعبه مع فريقه أولمبي المدية أمام الوحدات الأردني في كأس الكؤوس العربية هدف وصفه إحدى معلقي اللقاء على انه أشبه بالصاروخ العابر للقارات. لكن بالرغم ما فعله جحمون مع اولمبي المدية طيلة ثلاث سنوات إلا أن هذا الفريق بقي حبيس الأقسام السفلى ولا يزال كذلك إلى وقتنا الحاضر. من أولمبي المدية إلى حجوط جحمون من الاعتزال والتدريب بعد ثلاث مواسم في اولمبي المندية قاد من خلاله الفريق إلى أول وآخر مرة لنهائي كأس الجزائر عام 1995 انتقل بعدها إلى فريق اتحاد حجوظ ليقوده هو الأخر إلى القسم الوطني الأول انجاز غير مسبوق في تاريخ الفريق الأخضر لكن دوام الحال من المحال كما يقال قرر جحمون ترك اتحاد حجوط والانتقال إلى عين الدفلى لاعب ومدرب ومنه بدأت مسيرة صاحب القنابل الصاروخية مع التدريب حيث أشرف على العديد من الفرق نخص بالذكر شباب بوهارون وأولمبي المدية ونجم البرواقية وفريق مسقط رأسه نجم العفرون. كمال جحمون مع الخضر أفراح وآلام لعب كمال جحمون للمنتخب الوطني بين منتخب الآمال والأول مدة خمس سنوات أول لقاء خاضه ابن مدينة العفرون مع أكابر الخضر كان في بداية 1986 بملعب 5 جويلية أمام المنتخب المالي فيما لعب آخر لقاء له مع المنتخب الوطني أمام المنتخب المغربي في اللقاء الترتيبي حول المركز الثالث في دورة كأس أمم إفريقيا عام 1988 بالمغرب. لكن حتى وإن لازال كما جحمون يصف حمله للألوان الوطنية من أحسن ذكرياته لكن شطب اسمه في آخر لحظة رفقة زميله جمال عماني من قائمة المشاركين في مونديال المكسيك عام 1986 ذكرى سيئة وهو الذي تمنى المشاركة في اكبر عرس كروي تعرفه المعمورة كل أربع سنوات وحسب كمال جحمون ان الذي شطب اسمه هما المدربين خالف محيي الدين عوض عماني بالحارس مراد عمارة والى مقدادي الذي عوضه باللاعب بن خليدي.