ربما لم يمر على العرب أسوأ حال مما هم فيه الآن من تشرذم وانقسام واختلاف وجهات النظر فيما هو حاصل ويحصل في ديار العروبة من تقاتل واقتتال تداخل فيه الداخل بالخارج ،واستعان فيه أهل البلد على أبناء البلد الواحد بحلفاء كانوا وما زالوا يعتبرون أعداء الأمة سياسيا وعسكريا ،وهذا ليس بإرادة فوق إرادة الجامعة وإنما بدعوة وإيعاز وتحريض بل ومشاركة منها في القتال إلى جانب العدو الغربي كما هو الحال في ليبيا الآن وقد يمتد الوضع إلى سوريا واليمن وغيرها من الدول العربية ،إلا إذا عاد الرشد إلى بعض ساسة الأمة الذين المؤتمرين من أمريكا ومن يدور في فلكها ،والذين يريدون أن يغيروا الخريطة على هواهم وحسب ميولهم ومصالح من يريد أن يجعل من الأمة وقادتها أتباعا ولا سادة يملكون ولا يحكمون ،وهذا ما لا ترتضيه الأمة الحرة والمستقلة الأبية مهما تكالب عليها الأعداء والغرباء..؟ في هذا المنظور يجب أن يكون هوى واتجاه وتوجه وأيضا قناعة أمين عام جامعة الدول العربية المقبل ومن سيخلف عمرو موسى ،الذي يبدو أنه انحنى ثم مال كل الميل للاتجاه المتحكم في زمام الجامعة ،والذي هو أمركة الجامعة وإفراغها من محتواه الذي أنشئت أصلا لأجله ، وهو كما يعلم القاصي والداني الحفاظ على وحدة واستقلال الدول العربية والتعاون فيما بينها سياسيا واقتصاديا ، وهذا كأدنى شيء يمكن أن يسود بين الدول العربية..! وكما اعتقد أن الجزائر قيادة وشعبا مقتنعة بضرورة أن يجب أن تتوفر في الأمين العام الذي سوف تسانده في حالة المفاضلة بين المرشح القطري "عبد الرحمن العطية" والمرشح المصري "مصطفى الفقي" الروح العربية والاستماتة في الدفاع عن قضاياها العادلة والمشروعة، بل و ينبغي عليه زيادة على ذلك أن يكون الأقل احتكاكا بإسرائيل ومنظومتها السياسية، وألا يكون من الذين يخضعون للشروط والإملاءات الأمريكية في المنطقة ، والتي هي في الأخير لصالح الكيان الصهيوني والمحافظة على تفوقه عسكريا وسياسيا..؟ مهما كانت السلبيات والمؤاخذ عن المرشح المصري فإنه بالنسبة للجزائر والدول العربية ذات التوجه التحرري والتي تملك رصيدا شعبيا والكثير من المقومات الوطنية، أفضل بكثير للأسباب المشار إليها من المرشح القطري الذي ربطت دولته مصيرها بيد أمريكا عدو الشعوب والأنظمة على حد سواء..؟!