** أنا متزوجة والحمد لله زوجي من عائلة محافظة وملتزمة، ولكن المشكلة أن زوجي يصيبه فتور وترك للصلاة، ويضعف إيمانه، مع أنه رجل صافي القلب، وسبب تركه للصلاة في بعض الأحيان هو عدم تعيينه في أي وظيفة منذ تخرجه، وهذا يصيبه بالاكتئاب والقلق الدائم. وقد حاولت معه بكل الطرق التي أعرفها، وأدعو له دائما بالثبات، وأنصحه ولكن لا جدوى، وأحس أن سبب عدم تعيينه هو عدم التزامه الكامل بالصلاة. فما العمل؟ أفيدوني مأجورين. * بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فيا أختي الكريمة: أثني بالشكر عليك لحرصك الشديد على صلاح زوجك، ووقوفك معه في أزمته النفسية والمالية، وهذا بلا ريب ثلاثة أرباع الحل لمشكلته بإذن الله تعالى، فالشخص القلِق أشبه ما يكون بإنسان يغرق، ويحتاج إلى من يمد له يد المساعدة، ولكنك تعلمين أن من يحيط به الماء من كل جهة يحتاج إلى دراية في مساعدته، وانتشاله مما هو فيه، ولذا آمل منك أن تتيقظي لما سأذكره لك: - عليك الاقتراب من زوجك في أغلب وقته، لأخذ ما في خاطره، والتحدث إليه، وعدم تركه لوحده كثيرًا، أو تركه مع صحبة فاسدة قد تجره إلى متاهات الانزلاق في الكسب الحرام كالمسكرات أو المخدرات أو نحو ذلك لا قدر الله. - شاركيه التفكير في سبل طلب الرزق، وارفعي من معنوياته، وادفعيه إلى العمل ولو بالقليل، فإن القليل يأتي بالكثير بإذن الله تعالى. - اربطي أداء الصلاة بطلب الرزق، وأن تقوى الله تعالى سبيل إلى ذلك، رددي عليه بين الفينة والأخرى قوله سبحانه: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". - إذا أحرز شيئا ولو قليلاً من الكسب احمدي الله تعالى أمامه بصوت يسمعه، وأظهري أنسك بهذا، وذكريه أن هذا من أثر الصلاة. - تذاكري معه صورة الطيور التي تغادر أوكارها صباحًا وهي خاوية البطون، ثم تسعى باحثة عن الرزق وزادُها في ذلك حسن التوكل على الله تعالى، فلا تعود إلا وهي شبعة ريانة، وقد حملت زادًا لها ولفراخها. - اشتركي معه في قراءة أذكار الصباح والمساء، وحاولي أن تصلي أمامه بقصد تذكيره بهذه الفريضة بعد إخلاص النية لله تعالى في أدائها. - لن تستطيعي أن تؤثري عليه بكثير الكلام، أو توالي النصح، ولكنك تستطيعين أن تختصري هذه المسافة بالتودد له، والتجمل بين يديه، وحسن التبعل له، بحسب قدرتك واستطاعتك، فالجمال لا يحتاج إلى كثير مال، أو جودة متاع، ولكن بشيء من أنواع الزينة اليسيرة تبدين أكثر قربًا من نفسه، وإذا أعجب بك، وأحبك، كان أكثر قربًا من تذكيرك ونصحك، فلا تقصري في هذا الجانب مهما كانت الظروف. - عوديه الابتسامة، التي يصح أن نسميها: (ابتسامة الرضا والقناعة)، وهي ابتسامة يقدرها الرجل من زوجته ولو كان في حالة الضوائق والمشكلات، لأنه يرى فيها الكثير من معاني الصبر والألفة الحقيقية التي لا تتعلق بتوفر الماديات فحسب، بل هي في الشدة كما هي في الرخاء، وهذا ما نسميه بجمال الروح، فلتكن روحك جميلة أيضًا. ولنتذكر أخيرًا أن: ما من شدة وإلا ويأتي * لها من بعد شدتها رخاء وسّع الله عليكما في رزقكما، وهدى الله القلوب إلى دينه، وأسأل الله تعالى أن يدل زوجك إلى ما يحبه الله ويرضاه من خيري الدنيا والآخرة.