أعاني من وسواس في الطهارة والغسل والصلاة، ودائماً أبالغ في النظافة، ومع ذلك لا أشعر بارتياح، ولكني بدأت والحمد لله أقاوم. وسؤالي الآن: كيف أعرف إن كان هذا الخاطر وسواسياً أم غيره، أقصد: كيف أفرق بين ما يجب أن أفعله وما لا يجب أن أفعله؟ مثلاً عندما أصلي إن شككت في شيء، كيف أعرف الفرق بين الوسوسة وإني فعلاً تركت شيئاً فيها لأني أسرح كثيرا، وأحاول بقدر الإمكان عدم السرحان، وكذلك في الغسل، أحاول جاهدة ألا أترك شيئاَ. فكيف أفرق أن تركت شيئاً أم لا؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: فالوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه. فإن لم يوجد موجب للغسل مثلاً فلا داعي للالتفات إلى الوساوس التي تأتيك وتطلب منك الغسل، وكذلك إن توضأت مثلاً ولم تترك أي عضو من أعضاء الوضوء إلا وطهرته، فلا تلتفت إلى الوساوس التي تطلب منك إعادة تطهير عضو من أعضاء الوضوء بعد ذلك، وهكذا... تحاول قدر استطاعتك أن تصرف ما يأتيك من وساوس ولا تلتفت إليها بعد أداء العبادة على الوجه المطلوب. ولك أيضاً الاستعانة ببعض الأهل لمراقبتك في الوضوء والصلاة، والطلب منك الكف عن المزيد إذا صحت الطهارة أو الصلاة في نظرهم، ولا بد من أن تمتثل لطلبهم المرة بعد المرة فتتحسن أحوالك إن شاء الله تعالى. ثم أكثر من الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فإنها تشرح القلب وتيسر الأمر, مع دعاء الله تعالى أن يصرف عنك ما أنت فيه، فيزول بإذن الله تعالى. وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم.