أجواء من التراحم والتضامن من الشمال إلى الجنوب هكذا احتفل الجزائريون بالأضحى إمام المسجد الكبير: هذه أيام فرح وابتهاج احتفل الشعب الجزائري على غرار مختلف الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك وهي شعيرة إسلامية هامة في عقيدة المسلم حيث يتقرب فيها إلى الله تعالى بذبح الأضاحي والتصدق على الفقراء والمساكين. ق.و أدى السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة والسعيد بوحجة رئيس المجلس الشعبي الوطني واحمد اويحيى الوزير الأول صلاة عيد الأضحى بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة في جو ساده الخشوع والسكينة والطمأنينة وسط جموع المصلين. وقد أدى صلاة العيد أيضا بنفس الجامع أعضاء من الحكومة وإطارات من الدولة وممثلو عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب السلك الدبلوماسي العربي و الإسلامي المعتمد بالجزائر. و في خطبتي الصلاة ذكر الإمام بمعاني عيد الأضحى المبارك باعتباره يوم فرح وابتهاج تسوده صلة التراحم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد داعيا إلى ترجمة هذه المعاني في نفوسنا وقلوبنا وواقعنا . كما ذكر الإمام بضيوف الرحمن و حجاج بيت الله الحرام الذين وقفوا على صعيد عرفات في اجواء ايمانية مهيبة ملبين متوجهين إلى الله بقلوب خاشعة متضرعة أن يغفر ذنوبهم ويتقبل منهم حجهم وصالح أعمالهم منوها بموقف عرفة الذي يعد أعظم يوم في السنة وفيه أعظم ركن في الحج والذي قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحج عرفة . فيوم عرفة هو أكبر تجمع تعرفه البشرية كل سنة توحد الحجاج فيه عبارة واحدة هي لا إله إلا الله محمد رسول الله ويعكس لباسهم الموحد تقوى قلوبهم وخشوعهم وخضوعهم لله عز وجل سائلين الخالق المتعال من خيري الدنيا والآخرة. وبالمناسبة تتزامن مع يوم المجاهد فالخطبة شملت أيضا الحديث عن الاحتفالات بالذكرى المزدوجة ل 20 اوت 1955 وبطولات آبائنا الشهداء والمجاهدين وتضحياتهم الجسيمة وتضمنت رسالة قوية الى أبناء هذا الجيل للحفاظ على الجزائر وسيادتها وقيمها وهويتها . كما ذكر الامام في خطبته بمجهودات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في وضع اسس ومبادئ وقيم الامن والسلام والرخاء والمصالحة الوطنية في كل ربوع الوطن والتي ما فتئت ان تصبح نموذجا لكثير من الدول في العالم التي تعاني ويل الارهاب . كما دعا الإمام جموع المصلين إلى الحفاظ على صلة التراحم والتسامح والتغافر والتضامن والتزاور فيما بينهم ونبذ كل أشكال العنف والفرقة والشقاق ورص الصفوف من اجل المحافظة على نعمة الأمن والأمان والسلام والاستقرار والطمأنينة في كل ربوع الوطن . وقال إن الدين الإسلامي دين التسامح والعدالة والمساواة بين كل فراد المجتمع مضيفا بان هذا اليوم يوم النحر الأعظم امتثالا واقتداء بسيدنا إبراهيم الخليل والتي شرعها سيدنا محمد عليه ازكى السلام وهي تعظيما وتقربا لله عنا وعن اهلنا. وبالمناسبة قام الإمام بتقديم في خطبة العيد اخلص التماني وأطيب الأماني للشعب الجزائري والمسلمين كافة راجيا من المولى عز وجل أن يعيده علينا وعلى كافة المسلمين باليمن والخير والبركات والأمان والسلام . وعقب الصلاة تلقى السادة عبد القادر بن صالح والسعيد بم حجة واحمد اويحيى التهاني من قبل المصلين . * أجواء التضامن ولقد خرج الجزائريون صبيحة العيد باكرا إلى المساجد والمصليات وسط التكبير والتهليل وطلب العفو والغفران من الله تعالى. وبعد أداء صلاة العيد قام المواطنون بذبح الأضاحي في أجواء إيمانية بعد ذلك تأتي مرحلة صلة الرحم وهي مرحلة واجبة لاسيما خلال الأعياد يتزاور فيها الأهل والأقارب. وبهذه المناسبة سخرت السلطات المحلية لكل ولاية عددا من البياطرة يتوزعون عبر الأحياء والشوارع لمراقبة عمليات الذبح واسداء النصح والإرشاد للمواطنين و بالمنسبة أيضا جند قطاع الموارد المائية 8.000 عون لضمان استمرارية عملية التموين بالمياه الصالحة للشرب وخدمات التطهير وتخصيص 500 شاحنة صهريج تحسبا لأي اضطراب أو تذبذب في التموين خلال أيام عيد الأضحى.