بعد التصريحات الطائشة لحفتر ليبيا ترمّم علاقاتها مع الجزائر تلقى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل الاثنين اتصالا هاتفيا من نظيره الليبي محمد الطاهر سيالة حرص خلاله هذا الأخير على التبرؤ من التصريحات غير اللائقة المعزاة لحفتر حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأكد ذات المصدر ان الوزير الليبي حرص على التبرؤ من التصريحات غير اللائقة المعزاة لحفتر مجددا تمسك السلطات الليبية بالحفاظ على العلاقات الأخوية والتاريخية القائمة بين البلدين والشعبين وتعزيزها . وأضاف نفس المصدر أن سيالة أعرب أيضا عن ارتياحه لدور الجزائر ومساهمتها في اطار المسار الأممي لتسوية الأزمة الليبية مساهمة ما فتئت الجزائر تقدمها في ظل الكتمان المطلوب وهذا باعتراف المجموعة الدولية منذ بداية الأزمة . ومن جهته أبى مساهل إلا أن يطمأن نظيره الليبي بأنه لا يمكن لأي تصريح أيا كانت طبيعته أن يشكل مساسا بعلاقات التضامن والأخوة الوثيقة بين البلدين وأن الجزائر ستواصل جهودها في البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية في ظل احترام المبادئ التي دافعت عنها دوما لا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها . وأكد بيان وزارة الشؤون الخارجية ان الوزيرين اتفقا على مواصلة التشاور المنتظم الموجود بين البلدين حول جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك. وفي سياق ذي صلة أفاد المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية العميد أحمد المسماري بأن الجزائر دولة شقيقة ومصيرنا واحد ويجب أن تكون علاقتنا قوية لمكافحة الإرهاب. وقال المسماري في مؤتمر صحفي نقلته عدة قنوات عربية ومحلية إن الليبيين والجزائريين أشقاء في خندق واحد وتربطهم علاقات سياسية واجتماعية مؤكداً بأن تصريحات القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر هدفها التنسيق مع الجزائر الشقيقة وإن ليبيا لن تكون مصدر تهديد لجيرانها . وأضاف أن القوات المسلحة اكتشفت دخول بعض عناصر الجيش الجزائري إلى الأراضي الليبية مضيفاً أن بعد التواصل مع السلطات الجزائرية تبين دخول عناصر من قوات الدرك بالخطأ إلى ليبيا . وأوضح المتحدث الرسمي باسم القائد العام أن القوات المسلحة هدفها واضح وهو محاربة الإرهاب والإرهابيين أينما ظهروا مشيرا إلى الدور الخبيث الذي حاولت الدوحة لعبه للوقيعة بين ليبيا والجزائر . وتابع المسماري العلاقات الليبية الجزائرية أكبر من قناة الجزيرة ومن دولة قطر التي تروج للإشاعات لن نرضى أن نكون مصدر تهديد لأي دولة شقيقة . وأشار إلى أن القوات المسلحة عززت وحداتها العسكرية في منطقة الهلال النفطي تحسباً لأي هجمات إرهابية محتملة في الفترة المقبلة مشيراً أن قوات الاستطلاع بالقوات المسلحة تمشط المناطق التي من المحتمل تعرضها لهجمات إرهابية بالإضافة إلى استمرار الطلعات الجوية المكثفة في تلك المناطق . وفي سياق ذي صلة قال الداعية الليبي علي الصلابي إن تصريحات خليفة حفتر ضد الجزائر بنقل المعركة إلى حدودها لا تمثل الشعب الليبي العريق بجميع مكوناته الاجتماعية والفكرية والحريص على علاقة احترام الأشقاء الجزائريين وحسن الجوار معهم. وأشار الصلابي في بيان له إلى أن تصريح حفتر يدل على النزعة الإرهابية الدموية التواقة لسفك الدماء داخل ليبيا ولو أتيحت له الفرصة نقلها إلى خارجها. وشدّد الصلابي على أن خليفة حفتر أصبح عائقا أمام المصالحة الوطنية في بليبيا ومهددا للإستقرار.